ارتسمت علامات الذهول والتعجب على وجه أحمد العثمان عندما علم أن تكاليف غرفة ولادة زوجته ستكلفه ما يزيد عن 10 آلاف ريال، على رغم أن مدة إقامتها في المستشفي لن تتجاوز أربعة أيام. وأمام فرحته بمولودة البكر قرر العثمان الإنصياع لرغبة زوجته التي أردات أن تكون غرفة ولادتها في المستشفي ذات طابع مختلف. يقول: «لم أتوقع أن تجهيزات غرف الولادة باهظة الثمن لهذه الدرجة، لكن لم أرغب في الوقوف أمام فرحة زوجتي بمولودها الجديد، لاسيما أنها بدأت في هذا التجهيزات منذ الشهر السابع لحملها». وأشار إلى أن التجهيزات بدأت بزيارة المحال المتخصصة في زينة وتجهيزات غرف الولادة، بعدما أخبرته برغبتها في البقاء في المستشفى مدة أطول تمتد إلى أربعة أيام لاستقبال المهنئين بالمولود الجديد. العثمان وزوجته أسرة من بين غالبية الأسر السعودية التي تتزامن لديهم مشاعر الترقب والانتظار لأي مولود جديد، مع حملة الاستعدادات والترتيبات متكاملة بدءا من شراء الملابس، إلى تحضير وتزيين غرفته، سواء في البيت أو المستشفى. ولا يمكن إنكار أن هذه الظاهرة باتت لافتة في السعودية، خصوصاً مع انتشار المحلات المتخصصة في هذا النوع من الديكورات والتجهيزات، التي يصل أسعارها لغاية 20 ألف ريال بحسب الديكورات المطلوبة ونوعية المواد المستخدمة في الديكور. وتقول سرينه أحمد التي تعمل في هذا المجال: «أصبح الاهتمام بتنسيق وتزيين غرفة الولادة في المستشفى الذي تختاره الأم مسبقا أمراً طبيعياً لدى السيدات في السعودية»، مشيرة إلى أنها تعمل على تلبية طلبات زبائنها بحسب المبالغ المالية التي يرغبون بدفعها، وتقول: «تبدأ الأسعار من ألفي ريال لتتجاوز 20 الف ريال بحسب رغبة السيدة الأم وزوجها». وبحسب سرينه فإن زينة غرفة المولود في المستشفي بالبالونات والدببة والأرانب عن العرائس والباربي وغير ذلك بدءاً بمدخل «الجناح» والباب والسقف، إضافة إلى السرير وملابس الأم والمولود. وتضيف: «يتم التنسيق والحجز المسبق بعدما يتم الاتفاق على نوعيه الديكورات المطلوبة لتزيين غرف المواليد تبعا للموعد الذي تتوقعه الطبيبة المختصة والمتابعة للحمل». ولفتت إلى أن العادة جرت باختيار اللون الزهري للفتاة والأزرق لولد في حين يشكل الأمر حيرة لبعض الأمهات في حال عدم تحديد ومعرفة جنس الجنين، وهو الأمر الذي تتجاوزه الأم باختيار ألوان حيادية لتزين غرفتها كالبيج والأصفر أو دمج أكثر من لون بحيث تكون متجانسة مع بعضها. وعن نوعية الهدايا المقدمة للمهنئين بالمولود الجديد تقول سرنيه: «الشوكولاته أهم تلك الهدايا، وفي الغالب تكون مصحوبة بتحفة كريستال، أو مجسم مرتبط بعالم الطفولة». يبدو أن ارتفاع عدد المواليد في السعودية، بات يصيغ علاقة طردية مع ارتفاع أرباح محال الهدايا والزينة. فكثير من الأمهات أصبحن يتنافسن على تزيين غرفهن في المستشفيات والبيوت عند الولادة، وتصل كلفة الزينة أحياناً إلى 8 آلاف ريال، كما قال أصحاب محال في الرياض تخصصوا في تزيين غرف المواليد وأمهاتهم. وتتعمد كثير من الأمهات وضع ديكور خاص لغرف مواليدهن، كما يضعن أنواعاً مختلفة من الأغطية والشراشف، ذات ألوان تختلف وفقاً لجنس المولود. وتزداد الحفاوة بالمولود إذا كان البكر، أو ذكراً بعد طول انتظار. يقول شريف راضي، وهو صاحب محل هدايا في الرياض: «نستطيع التمييز ما إذا كانت الهدية تخص المولود البكر أو الذكر الذي جاء بعد إناث عدة». ويضيف: «نستطيع تحديد ذلك من قيمة الهدية وكلفة الخامات المضافة إليها من أشرطة ذهبية وفخامة في التغليف»، مشيراً إلى أن الأم إذا كان مولودها هو البكر، أو ذكراً تلا عدداً من الإناث، فغالباً ما تتحمل نفقات كبيرة لتزيين غرفتها هي والمولود في المستشفى». وذكر أن التصميم لغرف استقبال المواليد تقرره الأم عن طريق نماذج الصور الموجودة في «كاتلوجات» المحل وتحدد تاريخ الولادة لتقوم بتجهيزها وتركيبها في غرفة المستشفى في اليوم المحدد». وأكد أن أشكال الزينة تتنوع من الأقواس على مداخل غرف الولادة إلى تزيين السقف والأرضيات بإشكال وتصاميم عدة بحسب رغبة الزبون وذوقه، «وبعضهم يحرص على تزيين باب الغرفة بطريقة البرواز واسم المولود المصمم بالبالون»، منوهاً إلى أن الأسعار تتراوح من 300 ريال إلى 8 آلاف ريال. وزاد: «ارتفاع السعر يعود إلى أن البالونات التي يتم استيرادها من أميركا، وهي مصنوعة من المطاط الطبيعي غير المضر بالصحة، وهو ذو فترة صلاحية طويلة قد تمتد إلى شهر أو شهرين بحسب درجة الحرارة التي يوضع فيها، وتكون عادة في حدود 22 درجة مئوية».