شهدت السوق السعودية في مجال الزي المدرسي (المريول) تنافساً كبيراً بين الشركات والمصنعين، للفوز بأكبر حصة من السوق، إذ قدّر مستثمرون تحدثوا ل«الحياة» حجم الطلب السنوي على المريول بأكثر من مليوني قطعة بقيمة تتجاوز 120 مليون ريال، بمتوسط 60 ريالاً للمريول الواحد. وقال المدير التنفيذي لشركة رواد صناعة النسيج (نسيج) المهندس محمد صلاح عيد، إنه يوجد في المملكة أربعة مصانع في كل من الأحساء والطائف والمدينة ونسيج في الرياض، وهي عبارة عن ورش متخصصة في مجال إنتاج المريول المدرسي، مشيراً إلى أن المصانع الثلاثة تستورد معظم حاجاتها، ولا تنتج إلا نحو 10 في المئة فقط. وأوضح أن حجم إنتاج المصانع الثلاثة يتراوح ما بين 50 إلى 10 آلاف قطعة سنوياً. ولفت عيد إلى أن المبيعات السنوية للزي المدرسي في المملكة لمختلف المراحل تقدر بنحو 120 مليون ريال، من خلال بيع مليوني قطعة، مؤكداً أن الاستثمار في هذا المجال يعتبر من أفضل مجالات الاستثمار، على رغم إحجام الكثير من المستثمرين عن هذا المجال. وبيّن أن حجم الاستثمار في تلك المصانع محدود، وتستورد الكثير من حاجاتها من الخارج، إذ يُقدّر حجم استيراد المواد الداخلة في التصنيع بنحو 90 في المئة، مطالباً بتدريب الشباب السعودي على العمل في هذا المجال، وإنشاء مراكز وكليات متخصصة. وحول العقبات التي تواجه العاملين في هذا المجال، قال عيد، إن من أهم العقبات عدم توافر الأيدي العاملة من الشباب الجادين، وغياب العنصر النسائي الذي يعتبر أكثر مهارة في التعامل مع مثل تلك المنتجات. وأضاف، أن من الضروري حدوث اندماج بين المستثمرين في هذا القطاع، لافتاً إلى أن «نسيج» تخطط حالياً لإنشاء مصنع لانتاج المريول فقط خلال العام المقبل باستثمارات تتجاوز 15 مليون ريال. ويقول المحاسب في شركة المريول الحر الفاضل أحمد محمد، إن شركته تنتج سنوياً أكثر من 1.4 مليون مريول سنوياً، بواقع 120 ألف مريول شهرياً، إذ تعمل شركته بخبرة في هذا المجال تزيد على 25 سنة. وأشار إلى أنه يتم استيراد الأقمشة من عدد من الدول منها الهند، وإندونيسيا، والصين، إذ نشهد طلبات كبيرة ومتساوية من المدارس الحكومية والأهلية. وأوضح أن سعر المريول المنتج محلياً يرتفع سعره عن المستورد بنحو 40 في المئة، أن المحلي جودته أعلى من المستورد، لافتاً إلى أن شركته تهتم بتدريب الأيدي العاملة، ولها تعاون مع بعض مراكز التدريب لتأهيل العاملين من السعوديين، مؤكداً أنه يعمل بشركته أكثر من 45 من العنصر النسائي المتخصص. من جهته، قال أحد العاملين في محل لبيع المريول المدرسي سالم عبدالله، إن الطلب على المريول شهد تنافساً كبيراً بين مختلف المحال العام الحالي، ويزيد الإقبال على المريول بحسب نوع القماش والتصميم، على رغم اتجاه كثير من الأسر إلى شراء أقمشة وتفصيلها وفق مرئياتها. وأشار إلى أنه يتعامل مع عدد من المصنّعين في الداخل والذين يملكون مصانع متخصصة، مثل مصنع نسيج أو من خلال الخياطين العاديين الذين يعملون على طرح عدد من التصميمات في السوق، وتشهد إقبالاً من مختلف الأسر. وذكر عبدالله ان الأسعار تختلف بحسب نوع القماش والتصميم، وتتراوح ما بين 30 ريالاً إلى 120 ريالاً، لافتاً إلى أن أي زيادة في السعر من الموزعين والمحال التجارية لا تتجاوز خمسة في المئة فقط، ويتراوح سعر متر القماش للمريول سواء بين 15 و30 ريالاً بحسب الجودة والنوع. وأوضح أن هناك نمواً في مبيعات المريول بسبب النمو السكاني الذي تشهده المملكة، إضافة الى اتجاه كثير من المدارس لطلب نوعيات محددة من المريول، وبألوان مختلفة، وهو ما يجعل السوق تشهد نشاطاً سنوياً، خصوصاً مع بداية كل فصل دراسي. وأضاف أن المدارس الأهلية تستحوذ على نسبة كبيرة من حجم الطلب على المريول.