أعلنت الشرطة الألمانية أن التظاهرة «ضد أسلمة الغرب» في مدينة دريسدن، شرق البلاد، أمس (الإثنين) جمعت نحو 18 ألف شخص، في مشاركة قياسية منذ انطلاق حركة «بيجيدا» التي نظمتها. وتأسست حركة «بيجيدا» أو «وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب» في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي في مدينة دريسدن، ونظمت في 22 الشهر الماضي تظاهرة شارك فيها عدد مماثل تقريبا. ولوح محتجو «بيجيدا» بالعلم الألماني ورفعوا لافتات تحمل شعارات مثل «نعارض التعصب الديني وكل أنواع التشدد». وفي احتجاج مماثل للحركة في كولونيا غرب البلاد كتب على احدى اللافتات: «البطاطا بدلا من الشاورما»، في إنتقاد يستهدف ذوي الأصول التركية الذين يقدر عددهم بحوالى ثلاثة ملايين ويشكلون أكبر جالية مهاجرة في المانيا. وأظهر استطلاع للرأي شمل ألف شخص اجرته مجلة «شتيرن»، أن واحداً من كل ثمانية ألمان سينضم إلى المظاهرة المناهضة للإسلام إذا نظمت «بيجيدا» واحدة بالقرب من منزله. في المقابل، شهدت مدن المانية عدة تظاهرات مضادة للحركة، خصوصا روستوك وكولونيا ومونستر وشتوتغارت وهامبورغ. وفي العاصمة برلين، أوردت «وكالة الأنباء الالمانية» أن نحو 300 ناشط مناهضين ل «أسلمة الغرب» تجمعوا في محيط فندق المدينة، قابلهم نحو خمسة آلاف متظاهر يرفضون هذه الحركة المتشددة وبينهم وزير العدل هيكو ماس. وقال ماس خلال التظاهرة إن «ألمانيا بلد يرحب باللاجئين، والغالبية الصامتة يجب أن لا تبقى صامتة بل عليها أن تخرج الى الشوارع وتعبر عن نفسها». وفي كلمتها لمناسبة العام الجديد، نددت المستشارة أنغيلا ميركل بهذه الحركة، وحذرت من «الانجرار إلى أي شكل من معاداة الأجانب»، وحضت الألمان على «النأي بأنفسهم عن المحتجين المناهضين للمسلمين»، قائلة إن «قلوبهم مملوءة بالكراهية». بينما ندد سياسيون آخرون بمن أسموهم «النازيون الجدد». نشأت حركة «بيجيدا» بعدما باتت المانيا الوجهة الأولى لطالبي اللجوء والوجهة الثانية للهجرة في العالم بعد الولاياتالمتحدة. وقواعد اللجوء في المانيا من بين الأكثر تسهيلاً في العالم. وارتفع عدد طالبي اللجوء، وكثيرون منهم من الشرق الاوسط، إلى حوالي 200 ألف العام الماضي أو أربعة أضعاف عددهم في العام 2012.