كشف استطلاع رأي أُجري مؤخرًا في ألمانيا، عن أن ثلث الألمان يجدون مبررًا للاحتجاج على أسلمة ألمانيا أو أسلمة الغرب، ويعتقدون أن الإسلام سيؤثر على نمط الحياة في ألمانيا بدرجة ما، ما يجعل هناك ما يبرر المظاهرات المحتجة على ذلك الاتجاه. ويأتي التخوف من أسلمة الغرب من وراء الزيادة المستمرة في أعداد المهاجرين إلى ألمانيا من الدول التي تقاسي ويلات الحروب حاليًا والتي بالطبع أغلبها دول عربية وإسلامية. وبسرد تفاصيل الاستطلاع، والذي نُشرت نتائجه أمس الخميس، يتضح أن واحدًا من كل ثمانية بألمانيا على استعداد للمشاركة في مسيرة مناهضة للمسلمين، بما يقدر ب 13 % من إجمالي العينة التي أجري عليها استطلاع الرأي والتي بلغ قوامها 1006 أشخاص. ووجد الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة "فورسا" لمجلة "شتيرن" الألمانية- أيضا- أن 29 % يعتقدون أن الإسلام يؤثر على نمط الحياة في ألمانيا بدرجة تجعل لهذه المظاهرات ما يبررها. ويخشى بعض أعضاء كتلة المستشارة أنجيلا ميركل من أن يخسروا التأييد لصالح حزب البديل اليميني من أجل ألمانيا (AfD) والذي يساند كثير من أعضائه حركة الاحتجاج وتسمى "بيجيدا" وهو اختصار لاسم الحركة الرسمي "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب". وتنظَّم هذه الحركة مسيرات أسبوعية في مدينة دريسدن (شرق ألمانيا)، واجتذبت أكثر من 17 ألف شخص بمسيرة في 22 ديسمبر، وأجرت عدة مسيرات صغيرة في بلدات أخرى وتنوي الحركة تنظيم المزيد في مدن ألمانية أخرى. وفي مواجهة احتجاجات "بيجيدا"، شهدت شوارع مدن ألمانية عديدة منها ميونيخ وكولونيا وبون، مظاهرات مناوئة تطالب بالحفاظ على تقاليد التسامح واستقبال المهاجرين واللاجئين الفارين من ويلات الحروب والمآسي. وقد قفز عدد طالبي اللجوء، الذين يصلون إلى ألمانيا إلى نحو 200 ألف في عام 2014 أي أربعة أضعاف ما كان عليه في عام 2012.