شهد العالم العربي في مثل هذا اليوم من العام 1883 مولد واحدة من أبرز شخصياته الفكرية، الفيلسوف والشاعر والكاتب اللبناني جبران خليل جبران. نشأ جبران في أسرة مارونية فقيرة، ولم يستطع الالتحاق بالمدرسة في أول حياته، لكنه تعلم القراءة والكتابة من الطبيب الشاعر سليم الضاهر. ثم تحدى الظروف المعيشية القاسية التي نشأ فيها، نتيجة تقاعس والده وكسله وانشغاله بالسُكر والقمار، واعتمد على نفسه في المطالعة والتعرف إلى التاريخ والأدب. كان سريع البديهة، طموحاً ومتواضعاً. هاجر جبران مع والدته وإخوته إلى الولاياتالمتحدة الأميركية في 25 يونيو (حزيران) 1895، بعد أن سجن والده بتهمة الاختلاس. واستقر تحديداً في بوسطن، حيث بدأ الذهاب إلى المدرسة. وما لبث أن عاد مع عائلته إلى بيروت وتابع دراسته في مدرسة إعدادية مارونية. توفي شقيق جبران بداء السل، بعد أن توفيت أخته بالداء ذاته، فيما توفيت والدته بالسرطان، وبقيت معه أخته ماريانا التي عملت في محل للخياطة. كان متفاعلاً مع قضايا عصره، وخصوصاً التبعية العربية للدولة العثمانية التي حاربها في كتبه ورسائله. ولم يمنعه انتماؤه للدين المسيحي من تأكيد احترامه للإسلام الذي شدد على ضرورة فصله عن العثمانيين، ومن أبرز ما قاله في هذا السياق: «أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام وعظمة الإسلام ولي رجاء برجوع مجد الإسلام... أنا أجلّ القرآن ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين». اشتهر جبران في العالم الغربي بكتابه «النبي» الذي نشره في العام 1923، إلا أنه كتب قبله في العالم 1912 «الأجنحة المتكسرة» مستوحياً قصته من علاقة الحب التي عاشها مع حلا الضاهر. ومن أبرز مؤلفاته، أيضاً، «دمعة وابتسامة»، و«الأرواح المتمردة»، و«العواصف»، و«المجنون»، و«حديقة النبي»، و«أرباب الأرض». توفي جبران خليل جبران بداء تليّف الكبد والسل، وهو في نيويورك في 10 نيسان (أبريل) 1931، ودُفن بناء على وصيته، في صومعته القديمة في بشرّي (لبنان)، التي تحولت إلى «متحف جبران».