واصلت إسرائيل الرسمية والإعلامية الانشغال بملابسات الانفجار الذي وقع في بلدة طيرفلسيه في جنوب لبنان وأصرت على الادعاء أن الانفجار وقع في مستودع أسلحة تابع ل «حزب الله» معتمدة على إعلان الجيش الإسرائيلي أنه التقط عبر طائرة صغيرة من دون طيار صوراً في القرية التي انفجر فيها مخزن الأسلحة «يظهر فيها اشخاص، هم من عناصر «حزب الله» كما يبدو، يقومون بإخراج غرض ما من المخزن يبدو كصاروخ بطول أربعة أمتار تم وضعه على شاحنة ونقله الى مخبأ في قرية أخرى». وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية فإن هذه الصور تؤكد أن «الانجازات التي تحققت بعد الحرب على لبنان عام 2006 آخذة في التلاشي». ونقلت الإذاعة العامة عن أوساط سياسية إسرائيلية رفيعة قولها إن إسرائيل تنظر ببالغ الخطورة إلى تعاظم «حزب الله» عسكرياً. وكررت الموقف الذي يحمل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية عما يجري في أراضيها. وقال الوزير الإسرائيلي بيني بيغين معقباً للإذاعة العامة إنه «برعاية القرار 1701 نجح حزب الله في مضاعفة قواته النارية ثلاث مرات. يملك 40 ألف رأس متفجرات من أنواع مختلفة». وأضاف أن «ايران، عبر سورية، تواصل تسليح حزب الله وأخشى بعد زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله أن تتعزز قوة حزب الله في الحكومة اللبنانية المقبلة، ولا أرى حكومة كهذه قادرة على اتخاذ قرار بتجريد الحزب من السلاح». وقالت السفيرة الإسرائيلية في الأممالمتحدة غابريئيلا شاليف إن «الانفجار في القرية اللبنانية يؤكد ما قلناه دائماً بأن حزب الله يستخدم القرى والقرويين في جنوب لبنان دروعاً بشرية تماماً كما فعلت حماس في قطاع غزة». إلى ذلك نقلت صحيفة «هآرتس» في أحد عناوينها الرئيسة أمس عن مصدر كبير في الجيش الإسرائيلي ادعاءه أن سورية «اتخذت قراراً استراتيجياً واضحاً» يقضي بنقل كل الأسلحة والوسائل القتالية التي في حوزتها الى «حزب الله»، مضيفاً أن قوات «يونيفيل» لا تحرك ساكناً في هذا الموضوع لخوفها من دخول قرى شيعية في جنوب لبنان وتمتنع عن فرض القرار 1701 الذي يحظر على «حزب الله» امتلاك أسلحة جنوب نهر الليطاني، في حدود القرى. من جهتها تناولت «معاريف» تحذيرات محافل أمنية إسرائيلية الى ضباط إسرائيليين يقيمون مع أسرهم في اوروبا من تعرضهم لمحاولات اختطاف أو اغتيال على يد «حزب الله» ثأراً لاغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية. ونقلت الصحيفة عن مصدر امني قوله انه «ينبغي على الضباط توخي الحذر خصوصاً في المناطق التي يسكنها مسلمون لهم علاقات وثيقة مع حزب الله». وفي بيروت بحث رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة في السراي الحكومية أمس، مع قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال كلاوديو غراتسيانو تطورات الوضع في الجنوب وعمل «يونيفيل». ورفضت الناطقة الرسمية باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ياسمينا بوزيان التعليق على فحوى الشريط الذي بثه الجيش الاسرائيلي، مؤكدة ان «الأمر يقع ضمن اطار التحقيقات السرية». وانتقد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي «تضخيم ما حصل في طير فلسيه»، وحذر من الوقوع في «فخ الكذب».