بدأ رئيس رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثباتيرو جولته في منطقة الشرق الأوسط بإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، ضمن زيارة عمل لسورية هي الأولى لرئيس وزراء اسباني منذ نحو عشر سنوات. وحضر اللقاء نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وتشمل جولة ثاباتيرو إسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر ولبنان، بعد لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل يومين. وقال لدى وصوله مطار دمشق الدولي أمس إنه يحمل «رسالة صداقة إلى سورية شعباً وقيادة، ورسالة سلام إلى الشرق الأوسط». وكان الأسد زار اسبانيا في أيار (مايو) 2001 وفي منتصف العام 2004، كما أن الملك الإسباني خوان كارلوس والملكة صوفيا زارا سورية في تشرين الأول (أكتوبر) 2003. وأجرى وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس محادثات في دمشق الشهر الماضي تمهيداً لزيارة ثاباتيرو في إطار التحضير لترؤس بلاده الاتحاد الأوروبي العام المقبل، وعقد قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط» المقررة في برشلونة في حزيران (يونيو) 2010، لتكون الثانية بعد قمة باريس التي شارك فيها الأسد مع عدد من قادة المنطقة وأوروبا. وبعد جولة في الجامع الأموي استمع خلالها إلى «شرح عن تاريخ المسجد ومراحل الترميم التي أجريت له بهدف الحفاظ على طابعه التاريخي الإسلامي الذي يعكس عظمة العمارة الإسلامية عبر العصور»، أجرى رئيس الوزراء الإسباني جلسة محادثات مع نظيره السوري محمد ناجي عطري. وقالت مصادر رسمية إن اللقاء الذي حضره عدد من الوزراء المهتمين بالشؤون الاقتصادية والمعلم وموراتينوس ناقش «علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها وتوسيع آفاقها وأوجه التعاون المشترك على الصعد الاقتصادية والتنموية وزيادة حجم التبادل التجاري وتفعيل دور رجال الأعمال والمستثمرين والإفادة من الخبرات الإسبانية في مجالات تطوير الصناعة والنقل وإقامة محطات الطاقة، لاسيما الطاقات المتجددة، إضافة إلى البحث في الآلية المناسبة لمساهمة الشركات الإسبانية في عملية البناء والإعمار الجارية في سورية». ونقلت المصادر عن ثاباتيرو تأكيده ضرورة «الارتقاء بعلاقات التعاون الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية المميزة بين البلدين»، علماً ان قيمة التبادل التجاري بين البلدين تبلغ نحو 260 مليون دولار. وأعرب عطري عن «الارتياح إلى التطور الكبير الذي تشهده علاقات التعاون بين البلدين على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية»، مؤكداً «الحرص والرغبة المشتركة على الارتقاء بهذه العلاقات في مجالات التعاون كافة». وكان الاتحاد الأوروبي قرر توقيع اتفاق الشراكة مع سورية في الاجتماع الوزاري المقرر في السادس والعشرين من الشهر الجاري بعد تجميده منذ توقيعه بالأحرف الأولى في نهاية العام 2004. وتتطلب الخطوة التالية قيام بروكسيل بإبلاغ سورية رسمياً بالقرار الأوروبي، كي ترد دمشق عليه.