التامور عبارة عن غشاء مزدوج رقيق ناعم يحيط بالقلب يسمى عادة غلاف القلب. يفيد هذا الغلاف في تثبيت القلب في مكانه من جهة، ومن جهة أخرى يمنحه مجالاً أرحب للحركة في الجو الموجود فيه حيث تحيط به الرئتان والحجاب الحاجز. ويتألف التامور من وريقتين، واحدة ليفية تلتصق بالقلب مباشرة، والثانية مصلية تفصل القلب عن الأعضاء المجاورة. وما بين وريقتي غشاء التامور توجد مساحة يسبح فيها سائل رائق أصفر أشبه بلون القش. ولسبب ما قد يضطر الطبيب الى بزل غشاء التامور من أجل استحضار عينة من السائل الذي يجري بين وريقتي الغشاء، ويمكن إجراء هذا الفحص لأسباب علاجية وتشخيصية. ويهدف بزل التامور علاجياً الى التخفيف من العبء الواقع على القلب بفعل وجود كمية كبيرة من السائل الجائل بين وريقتي التامور، اما البزل التشخيصي فيجري فيه سحب كمية مناسبة من السائل، ومن ثم ترسل الى المختبر لإجراء الفحوصات الضرورية التي يراها الطبيب مناسبة. في الحالة الطبيعية لفحص سائل التامور يكون الأخير ضارباً للصفرة، خالياً من الميكروبات ومن الخلايا الالتهابية، ولا يوجد فيه أي أثر للدم أو للخلايا الخبيثة، أما في الحالة المرضية، فقد يكشف فحص السائل الآتي من بين ضفة التامور الداخلية على واحد أو أكثر من العناصر التي أسلفنا ذكرها، وعموماً يمكن القول ان الفحص يكون غير عادي في الأحوال الآتية: - إلتهاب غشاء التامور. - تدني بروتينات الدم. - قصور القلب الاحتقاني. - الانتقالات الورمية الخبيثة. - تعرض القلب الى الرضوض السطحية او النافذة. - تمزق أم الدم الشريان الأبهري البطنية. - زيادة البول في الدم. ان بزل التامور لا يجرى عند المرضى غير المتعاونين بسبب خطورة حدوث التمزقات. أيضاً لا يتم هذا البزل في حال وجود اي خلل في نزف الدم، إذ إن ثقب العضلة القلبية قد يؤدي الى نزف يصعب التحكّم به في جوف التامور، ما الذي قد ينتج التهاب التامور العاصر. ومن الاختلاطات التي يسببها بزل التامور: 1- تمزق العضلة القلبية. 2- تمزق الشريان التاجي. 3- اضطرابات في نُظم دقات القلب بسبب خرق الإبرة للقلب. 4- نقص التروية القلبي. 5- التهاب غشاء الجنب المحيط بالرئة. 6- توقف القلب بتنبيه العصب المبهم. لا يتم بزل التامور إلا بعد موافقة خطية من قبل المريض، وعليه ان يتوقف عن الطعام والشراب قبل 4 الى 6 ساعات من عمل الفحص، وطبعاً، تعطى للمصاب الأدوية التحضيرية اللازمة. يوضع الشخص مستلقياً على ظهره، وتحضّر البقعة الواقعة في المسافة الضلعية الخامسة والسادسة على الحافة اليسرى من عظمة القص. وبعدها يخدّر المريض، ويجري دفع إبرة ثخينة خاصة يسحب من خلالها كمية من سائل التامور ليودع في أنابيب ترسل الى المختبر لإجراء الفحوص المطلوبة.