أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن الإمارات تمارس حقها السيادي في اتخاذ ما تراه من إجراءات وقرارات (في إشارة الى قضية إبعاد عدد من اللبنانيين من أخيراً).وقال الشيخ خليفة خلال اجتماعه في أبوظبي أمس مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الإمارات «لا تستهدف في ذلك إطلاقا أية جنسية او مذهب او طائفة لأن ما يتخذ من إجراءات بين فترة وأخرى ينحصر فقط بالمخالفين لقوانين الدولة وأنظمتها». كما أكد «تقدير دولة الإمارات للبنان وشعبه الشقيق وحرصها الدائم والمستمر على دعم لبنان والمساهمة في كل ما فيه خيره و استقراره». وقال: «ان هذا نهج ثابت في سياسة الإمارات ولا نسمح بأن يعكر صفوه بأية عوارض أو شوائب طارئة». وثمّن رئيس دولة الإمارات الجهود التي يبذلها كل المقيمين على أرضها وما يقدمونه من إسهامات ايجابية في شتى المجالات بصرف النظر عن أصولهم أو انتماءاتهم. وكان لافتاً حضور الاجتماع الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الى جانب عدد من كبار المسسؤولين الإماراتيين. ولفت المراقبون الى أن البيان الإماراتي عن الاجتماع لم يشر بشكل مباشر الى قضية المبعدين اللبنانيين من الإمارات في الأسابيع الأخيرة. فيما كانت دوائر الرئيس بري أعلنت أن زيارته للإمارات تتصل ببحث هذه القضية في إطار العلاقات المتميزة بين الإمارات ولبنان. وقلّلت الدوائر الإماراتية من أهمية هذه القضية وتأثيراتها على العلاقات الأخوية بين البلدين.. وقالت: «إن عدد المبعدين اللبنانيين في حدود 40 شخصاً فيما يقدر عدد أبناء الجالية اللبنانية في الإمارات بنحو 100 ألف يعملون في مختلف المجالات ولهم إسهامات جيدة في مختلف مناحي العمل في الإمارات». كما أعربت الدوائر الإماراتية عن ارتياحها الى تصريحات كبار المسؤولين اللبنانيين في شأن هذه القضية وتقديرها لمواقف الإمارات في دعم الشعب اللبناني في مختلف المجالات. وتعرضت الإمارات في الفترة الأخيرة لحملات إعلامية في شأن ما ذكر عن إبعاد عدد من أفراد الجاليات الفلسطينية والعراقية والشيعة عموماً وأخيراً اللبنانيين.. من دون أن ترد على هذه الحملات. وتتمسك الإمارات بأن إبعاد المخالفين للقوانين والأنظمة على أراضيها «حق سيادي لها ولن يتم التراجع عنه» من دون أن تغفل حق المبعدين في الحصول على حقوقهم المادية. تصريح بري وبعد اللقاء أدلى بري بتصريح أوضح فيه أن زيارته الإمارات العربية المتحدة وإتاحة الفرصة للقاء رئيس البلاد «مناسبة للشكر والتقدير الذي يكنّه لبنان للإمارات بلد الوحدة التي يجب ان تكون نموذجاً يحتذى للعالم العربي لا سيما في هذا الظرف العصيب». وقال: «ليس من باب المصادفة بل من أوسع الدلالات ان الرئيس الراحل الشيخ زايد رحمه الله أعاد بناء سد مأرب كرمز لاستعادة الوحدة التي تمزقت بين قبائل العرب ونزفت ذات يوم». وأشار إلى أنه عبّر لرئيس البلاد عن «الشكر للمساهمات الكبرى التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة للبنان منذ الاشتراك في قوة الردع العربية العام 1976 وصولاً الى الدعم الكبير نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، مروراً بالمساهمة في إنشاء المشاريع ونزع الألغام، ودعمها للاقتصاد اللبناني، والأهم كان دائماً هذا الجسر من التواصل الانساني المتمثل باحتضان الامارات عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين ولا شك يقدمون ويؤكدون أنهم في بلدهم الثاني وبفضل الإمارات وعنايتها». ووصف بري اللقاء بأنه «أكثر من ناجح لحرص رئيس البلاد والإمارات على ان تبقى دائماً بيتاً مفتوحاً امام اللبنانيين تماماً كما لبنان أمام الإماراتيين. وكان الشيخ خليفة واضح التعبير، صادق المشاعر واللسان والقلب في حرصه على اللبنانيين والمقيمين من دون اي تفرقة كما مع الاماراتيين والمحافظة عليهم وعلى حقوقهم وعلى شمولهم بعدالته». واختتم قائلاً: «ليطمئن الجميع. انهم في ايد أمينة».