لندن - رويترز - رجّحت «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) أمس، ان يزيد الطلب العالمي على خامها، عن المتوقع السنة المقبلة مع انتعاش الاقتصاد، وذلك في أحدث علامة على ان التوقعات الأكثر إيجابية حول الاقتصاد العالمي ستعزز استهلاك النفط. وتُعتبر المنظمة التي تضم 12 عضواً، أحدث جهة رفعت تقديراتها للطلب على نفط «أوبك» خلال الأسابيع الماضية وذلك بعد ان رفعت وكالة الطاقة الدولية وكذلك إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتهما. ولفتت «أوبك» في تقريرها الشهري إلى ان الطلب على نفطها سيبلغ في المتوسط 28.39 مليون برميل يومياً عام 2010 بارتفاع 300 ألف برميل عن تقديراتها السابقة. ورأى التقرير ان الاقتصاد العالمي ربما بدأ يدخل مرحلة جديدة وينتقل من مرحلة احتواء الأزمة إلى مرحلة الانتعاش. ورفعت المنظمة كذلك توقعاتها للطلب العالمي على النفط عام 2010، مقدرة الزيادة بنحو 700 ألف برميل يومياً بارتفاع 200 ألف برميل عن توقعاتها السابقة. وخفضت «أوبك» الإنتاج منذ أيلول (سبتمبر) 2008 إذ أدى الكساد إلى تراجع الطلب بشدة. واتفقت المجموعة على إبقاء الخفض بواقع 4.2 مليون برميل يومياً خلال اجتماعها الذي عُقد في 9 أيلول الماضي. وأشار التقرير إلى ارتفاع إنتاج المنظمة على رغم الاتفاق على إبقائه من دون تغيير. وأشارت إلى ان إنتاج النفط من كل اعضائها باستثناء العراق ارتفع في أيلول ليصل إلى 26.42 مليون برميل يومياً، ما يخفض مستوى الالتزام بخفض الإنتاج إلى 62 في المئة من 64 في المئة في آب (اغسطس). وعلى رغم توقعاتها الإيجابية حول الاقتصاد دعت المنظمة إلى توخي الحذر. وتعقد «أوبك» اجتماعاً في كانون الأول (ديسمبر) لتحديث سياسة إنتاج النفط. وتابع التقرير أن ثمة حاجة إلى مواصلة مراقبة الأوضاع الاقتصادية والتطورات في سوق النفط، نظراً الى الأساسيات الضعيفة لسوق النفط والتي يعكسها المخزون العالمي الضخم والطاقة الإنتاجية الفائضة الكبيرة لدى «أوبك». وارتفعت أسعار النفط أمس. وصعد سعر برميل الخام الأميركي الخفيف 1.08 دولار إلى 74.35 دولار ليقارب أعلى مستوى هذه السنة (75 دولاراً). وازداد سعر برميل مزيج «برنت»، خام القياس الأوروبي، 1.19 سنتاً إلى 72.55دولار. وأعلنت «أوبك» ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 70.06 دولار للبرميل أول من أمس من 68.86 دولار الجمعة الماضي. ومع صدور نتائج أعمال بعض الشركات الأميركية الكبرى هذا الأسبوع يُتوقع ان يتأثر سعر النفط بحركة الأسهم. ولقي سعر النفط كذلك دعماً من تراجع الدولار مع تسوية المستثمرين مراكز قبيل صدور نتائج أعمال شركات أميركية. وعادة ما ترتفع أسعار السلع المقومة بالدولار مثل النفط عندما يتراجع سعر العملة الأميركية إذ تصبح أرخص بالنسبة للمتعاملين بعملات أخرى.