عزا رئيس «مجالس صحوة العراق» الشيخ أحمد أبو ريشة التدهور الاخير في الأنبار الى «ضعف الاجهزة الأمنية والاستخبارية»، فيما طالب زعيم عشائر الدليم الشيخ علي الحاتم ب «التحقيق مع قادة الشرطة»، وهدد ب «طردهم خلال أسبوع إذا لم تقلهم الحكومة».ولقي 19 عراقياً حتفهم وأصيب اكثر من 40 أمس، على الاقل، بانفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدفت مقر الشرطة في الانبار. وأكد مصدر في الشرطة، رفض كشف اسمه ان «طبيعة الانفجارات تؤكد اختراق الجماعات الإرهابية الجهاز الامني في المحافظة». وأوضح في اتصال مع «الحياة» ان «سلسلة التفجيرات التي استهدفت الابرياء تحمل رسائل عدة، أهمها أن الإرهابيين قادرون على اختراق أمن المحافظة وإعادته الى المربع الأول». إلى ذلك، قال أبو ريشة ل «الحياة» ان «ضعف الجانب الاستخباري سبب لتردي الأمن، لا سيما ان القيادات الأمنية في المحافظة تعمل وفق محسوبيات وتوجهات بعض الجهات التي لا تريد للانبار الاستقرار». ووأضاف أنه «مع بدء تحرك عجلة الاستثمار في المحافظة وجد المغرضون في الجهاز الامني فرصتهم لزعزعة الوضع بغية منع الشركات الاستثمارية من ممارسة نشاطاتها في المحافظة». وطالب بإحالة «اللواء قائد الشرطة في الانبار طارق العسل على التحقيق والوقوف على أسباب ضعف الأداء الامني الذي انعكس سلباً على الشارع «. وأوضح أن «لا أسباب اخرى من شأنها ان تؤثر في وضع المحافظة، ولا صحة لانباء يرددها بعضهم تزعم أن خلاف قادة وزعماء سياسيين وراء ذلك». وفي هذا الإطار، هدد زعيم عشائر الدليم علي الحاتم الحكومة ب «الرد على الممارسات القمعية اذا لم تستجب مطالب أهالي الأنبار بإحالة قادة الشرطة على التحقيق واستبدالهم بآخرين أكثر كفاءة». وقال ل «الحياة»: «أمهلهم (الحكومة) اسبوعاً واحداً لتنفيذ مطالبنا الشرعية في الحفاظ على أرواح الابرياء من أهالي المحافظة المنكوبة، وإذا لم تنفذ سنتخذ اجراءاتنا في حسم الامر». وأوضح: «استطيع القول ان اهالي الانبار بتكاتفهم طردوا رجال القاعدة وقادتها خارج حدود المدينة. وفي ظرف اسبوع او اقل سنتمكن من طرد قادة الشرطة المتواطئة مع الارهابيين لإعادة الامور الى نصابها كي لا تسيطر الجماعات الارهابية على الشارع من جديد». وتابع أن «السيارات التي انفجرت اليوم (امس) كانت مركونه عند التقاطعات الرئيسية قرب مؤسسات مهمة في المحافظة ما يعني ان الأمر مبيت». وزاد أن «خلافات الاقطاب الرئيسية في الانبار على المكاسب السياسية المتحققة او التي ستتحقق خلال الانتخابات المقبلة لا علاقة لها بمثل تلك الجرائم الارهابية كون خلافاتنا تركز على بقاء او طرد المفسدين الذين يديرون دفة الامور في المحافظة، فمن غير الممكن ان تكون الخلافات السياسية بين بعض قيادات الكتل او الاحزاب سبباً في تدهور الامن ومن يظن ذلك جاهل». وكان الحاتم انضم اخيراً الى قائمة «ائتلاف دولة القانون»، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، فيما انضم علي الهايس وهو من رموز «الصحوة» في الانبار الى قائمة «الائتلاف العراقي الوطني»، بزعامة «المجلس الإسلامي الأعلى». ولم يحسم أبو ريشة توجهه الانتخابي، وسط تسريبات عن قرب انضمامه الى قائمة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي.