رواية جديدة للأديبة مي منسى بعنوان «حين يشق الفجر قميصه» صدرت عن دار رياض الريس (بيروت). بطلة الرواية صحافية مثقفة يؤرقها الماضي الأليم منذ طفولتها عندما ماتت توأمها وعاشت هي فرفضتها أمها. هل أمرّ على الإنسان من أن ترفضه أمّه؟ تتوالى الأحداث من طفولة تعيسة إلى وطن مدمّر إلى هجرات متتالية إلى حب مستحيل. لكنها تظل ممسكة بمبادئها كمن يقبض على الجمر. في هذه الرواية تجمع مي منسى الحرفية الروائية إلى الأجواء الرومنطيقية حيث الصور المتراكمة لوحاتٍ شاعرية تظلل مرارة الواقع. وتبقى للرواية رسالتها في الوطنية والمحبة، ونبذ الفرقة. تقول «جنان»: «الغرفة في بيت الطالبات كانت مجهزة لاحتواء طالبتين. هكذا دخلت نجوى الفتاة الجنوبية في حياتي اليومية، نتقاسم معاً هواء الغرفة وترتيبها، أثاثها المتواضع ولهجتين مختلفتين جنوبية وشمالية، بحرية وصخرية (...) كانت نجوى تتقوس على شكل قنطرة لتصلّي، وكنت أنا أجثو على ركبتي لأتلو: «أبانا الذي في السموات» فنلتقي لا شعورياً في هذا التسبيح الى رب السماوات عند إيمان واعد تتغير ملامحه كلما وقع الجدل حول موضوع الأديان ولا نفهم أسباب الانشقاقات الدينية والعصبيات والثورات والمذابح عبر الأزمنة. ولكل دين دعوته للتآخي والمحبة والسلام. ذات يوم وفيما النقاش حام بيننا يكاد يكسر تلك المودة بين ابنة الجنوب وابنة الشمال، فتحت كتاب «المواكب» لجبران خليل جبران وقرأت على مسمعها هذه العبارة: «أن أنتمي إلى دين، فذلك يعني أني أحاول اختراق ما هو وراء الإدراك. فعل الإيمان نابع من عمق النفس». تقع الرواية في 340 صفحة من القطع الوسط.