قال "معهد الأممالمتحدة للتدريب والبحث" (UNITAR) اليوم (الثلثاء) أن صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية أظهرت دماراً واسع النطاق وأضراراً جسيمة طاولت نحو 290 موقعاً أثرياً في سورية، جراء الحرب الدائرة في هذا البلد. وذكر"معهد الأممالمتحدة" أن نحو 24 موقعاً دمرت في شكل كامل، و104 مواقع تضررت في شكل كبير، و85 تضررت بدرجة متوسطة، فيما تضرر 77 موقعاً آخر في شكل جزئي. وقال المعهد في تقرير جديد أن "هذه الإحصاءات تعتبر شهادة خطيرة على التضرر المستمر في التراث الثقافي السوري المتنوع"، مؤكداً أنه "يجب تصعيد الجهود المحلية والدولية لحماية هذه المواقع الأثرية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث السوري المهم في التاريخ الإنساني". ووثق التقرير الأضرار الكبيرة التي لحقت بمواقع تراث حضاري وإنساني، البعض منها أدرجته "منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (يونيسكو) في قائمة التراث العالمي. ويقول المدير العام المساعد للثقافة في "يونيسكو" ألفريدو بيريز دي أرمينان أن "صور الأقمار الاصطناعية للمواقع الأثرية السورية، ستساعد في تكثيف الجهود وإنجاز مهمات المنظمة في حماية التراث الثقافي العالمي". وتضررت المواقع والحصون الأثرية في الحرب نتيجة استخدامها كقواعد عسكرية من قبل النظام والمعارضة، فقوات النظام تتخذ من قلعة حلب التي تعد من أقدم وأكبر القلاع في العالم مركزاً لقناصتها. بينما سيطرت قوات المعارضة على قلعة حصن الفرسان التي يرجع تاريخ بنائها إلى نحو 900 عام، ثم استعادتها قوات النظام بعد قصف عنيف دام أشهراً عدة وأتى على أجزاء كبيرة منها. وكشفت الصور عن تعرض مواقع تاريخية في مدينتي الرقة وتعرضت لأضرار جسيمة، وكذلك في مدينة بصرى القديمة في الجنوب، ومستوطنات مهجورة من العصر البيزنطي في شمال سورية تضررت بشكل كبير. ودمر متطرفو "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) مواقع أثرية عدة اعتبروها "وثنية". http://www.unitar.org/unosat-report-damage-cultural-heritage-sites-syria-calls-scaled-protection-efforts