فرقت قوات الأمن السودانية بالقوة أمس، حركة احتجاج وتضامن قادها محامون في العاصمة الخرطوم للمطالبة بإطلاق رئيس «قوى الإجماع الوطني» فاروق أبو عيسى ورئيس «كونفيديرالية المجتمع المدني» أمين مكي مدني، المعارضَين اللذين اعتقلتهما السلطات منذ أسبوعين إثر عودتهما من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، حيث وقعا على وثيقة «نداء السودان» التي أبرمتها «الجبهة الثورية السودانية» (تحالف حركات متمردة في دارفور والحركة الشعبية– قطاع الشمال) مع حزب الأمة برئاسة الصادق المهدي ومنظمات مجتمع مدني، وتدعو إلى تحول ديموقراطي شامل وحل سلمي لأزمات السودان. وأفادت مصادر قريبة من المعارضة السودانية تنشط في العاصمة البريطانية لندن، «الحياة» بأن المحامين الذين احتجوا أمام «المحكمة الجزائية» في الخرطوم رفعوا شعارات تطالب بإطلاق سراح فاروق ومكي ومعتقلين آخرين، قبل تدخل قوى الأمن لفضّ تجمّعهم بالقوة، ما أدى الى اشتباك بالأيدي. وأضافت أن «المحتجين أبدوا تصميماً وبسالة في المواجهة». في غضون ذلك، تردد أن السلطات السودانية نقلت أبو عيسى ومدني إلى سجن كوبر (أشهر السجون السياسية)، فيما دخلت فترة اعتقالهما أسبوعها الثالث من دون توجيه أي اتهامات لهما أو الى معتقلين آخرين. وكان جهاز الأمن دهم مقر «المرصد السوداني لحقوق الإنسان» الأحد الماضي، ومنع عقد اجتماع لأعضائه، كما احتجز بعض الأعضاء وصادر هواتفهم النقالة. ويُعتبَر أمين مكي مدني أحد مؤسسي المرصد. في المقابل، ردت «الحركة الشعبية» على استهداف الحكومة لموقعي وثيقة «نداء السودان». وقالت في بيان إن «نداء السودان ألحق أكبر هزيمة سياسية منذ سنوات بالنظام الذي عمل لوقت طويل بإستراتيجية معلومة على ألاّ تجتمع قوى المعارضة الرئيسية وألاّ تتفق، وزرع الشكوك وفبرك الروايات والأكاذيب، لأن أحد مصادر قوة النظام وسيطرته هي سياسة فرق تسد. وتمّت هزيمة مخطط النظام باتفاق 4 قوى رئيسية للمعارضة في نداء السودان تشكل نواة صلبة للتغيير وإسقاط النظام». ولفت إلى وجود «محاولات مستميتة لتفريق صف قوى «نداء السودان»، لكن المخلصين من أبناء شعبنا وبناته الذين حققوا وحدة المعارضة، قادرون على الحفاظ عليها». وقال الناطق الرسمي باسم» وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان» المفاوض في أديس أبابا مبارك أردول، إن «الحركة تدعم قوى نداء السودان بلا تردد، وترى في تحالف نداء السودان أمل شعبنا للخلاص من هذا النظام». وفي سياق متصل، قرر المكتب السياسي لحزب الأمة في اجتماع ترأسه رئيس الحزب بالإنابة اللواء فضل الله برمة ناصر «تثمين الدور الذي يضطلع به الصادق المهدي رئيس الحزب (المقيم في القاهرة حالياً) في قيادة التعبئة السياسية والديبلوماسية والإشادة بمجهوداته الوطنية والفكرية». وحض المكتب السياسي للحزب على الإسراع بتعزيز التنسيق مع القوى الموقعة على «نداء السودان» وتوسيعه ليشمل كل قوى المعارضة والتنظيمات المجتمعية ووضع الآليات التنفيذية والبدء في العمل الجماعي في التعبئة لتحقيق أهدافه.