نعت الأوساط الفنية في المناطق الناطقة بالألمانية، أمس (الأحد)، رحيل الموسيقي النمساوي المولد والسويسري الجنسية، يودو يورغينز، عن عمر يناهز الثمانين عاماً إثر أزمة قلبية مفاجئة. ونقلت وسائل إعلام محلية سويسرية نبأ وفاة الموسيقي الذائع الصيت استناداً إلى بيان من مكتبه الإعلامي الذي أكد إصابته بأزمة قلبية بشكل مفاجئ صباح أمس (الأحد)، أثناء نزهة نهاية الأسبوع، وتم نقله إلى أحد مستشفايت مقاطعة "تورغاو"، شمال سويسرا، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وتصنّف الدوائر الثقافية والفنية في أوروبا الناطقة بالألمانية يورغنيز كواحد من أبرز الموسيقيين في أوروبا خلال نصف القرن الماضي، إذ تميّز الراحل بإنتاج موسيقي غزير وعطاء تواصل حتى قبل أسبوع من رحيله. ويُنسَب إلى يورغينز الحفاظ على هوية الغناء باللغة الألمانية أمام عنفوان التيارات الموسيقية التي زحفت بقوة باللغتين الإنجليزية والفرنسية في أوروبا في الخمسينيات متمثلة في موجات موسيقى "روك آند رول"، ثم موسيقى البوب في الستينيات على يد فرق مثل "بيتلز"، و"رولينغ ستونز"، لاسيما وأنه كان مؤلفاً وموزعاً موسيقياً، فضلاً عن أدائه الغنائي أيضاً، وعزفه على آلة البيانو. كما ساعدته موهبته في تقديم أكثر من لون موسيقي على انتشاره واتساع دائرة معجبيه إذ حافظ على الغناء الألماني الشعبي، وبرع في تلحين موسيقى البوب إلى جانب الأغاني العاطفية الرومانسية، وتأليف الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى التصويرية لعدد من الأعمال السينمائية، فضلاً عن مسرحيتين غنائيتين. وبدأت شهرة يورغينز عام 1950 في مسابقة للمواهب الشابة لدى الإذاعة الوطنية النمساوية، ثم ذاع صيته بعد أن قدّم لحناً إلى المطربة البريطانية المعروفة شيرلي باسي في العام 1960. وفي عام 1964 حقق لحن إحدى أغنياته مبيعات بلغت مليون ونصف المليون أسطوانة في السوقين الأمريكي والبريطاني، فجذب إليه المطرب الأمريكي المعروف فرانك سيناترا ليلحن له أحد أعماله. كما استمر في الحصول على مراكز متقدمة في مسابقات "اتحاد الإذاعات المرئية والمسموعة الأوروبية" (يوروفيجن). واعتبر الكثير من نقاد الموسيقى أن نجاح يورغينز في تلحين أكثر من 1000 أغنية، وإنتاج قرابة 50 ألبوماً غنائياً، ومبيعات تفوق مائة مليون تسجيل، وحضور حي في جميع حفلاته في سويسرا وألمانيا والنمسا، يجعله واحداً من أنجح نجوم الموسيقى خلال الستين عاماً الماضية، إن لم يكن في أوروبا فربما في العالم.