تستعد «جبهة النصرة» لشن هجوم على مطار أبو الظهور العسكري، آخر المطارات التي يسيطر عليها النظام السوري في شمال غربي البلاد، معززة بالغنائم التي كسبتها عقب سيطرتها على معسكرين في ريف إدلب. وتتسابق «النصرة» مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للسيطرة على المطارات التي لا يزال الطيران الحربي السوري يستخدمها، وتترافق استعدادات «النصرة» مع هجوم شنه «داعش» على مطار دير الزور العسكري أحد آخر معاقل النظام في شمال شرقي البلاد. (المزيد). وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، أن بلاده قد تبدأ تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين وتجهيزهم قبل آذار (مارس) المقبل، في إشارة إلى قرب الاتفاق مع الأميركيين على مساعدة المعارضة السورية على مواجهة تنظيم «داعش» وقوات النظام في الوقت ذاته. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إن تركيا وافقت على دعم برنامج تدريب المعارضة المعتدلة في سورية، ضمن استراتيجية الرئيس باراك أوباما لإعداد قوات محلية لمواجهة عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» وهزيمتهم. ميدانياً، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن عناصر «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية استولوا على نحو 35 دبابة و20 ناقلة جند محملة بالذخيرة، وما لا يقل عن 1500 قذيفة دبابة، أثناء سيطرتهم على معسكري وادي الضيف والحامدية وقريتي بسيدا ومعرحطاط، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت إلى بلدة مورك في ريف حماة الشمالي. وأوضح أن الذخيرة ستساعد هذه الفصائل في فتح جبهة قتال قد تستمر لأشهر. وأشار إلى أن الطيران الحربي السوري نفّذ 5 غارات على مناطق في بلدة أبو الظهور وقرى الدبشية ورسم ززو والراعفية والمجرزة بمحيط مطار أبو الظهور العسكري، كما نفذ غارتين على مناطق في معسكر الحامدية الذي سيطرت عليه «جبهة النصرة» ومقاتلون إسلاميون منذ أيام. وبينما تستعد «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى لشن هجوم على مطار أبو الظهور، تتردد أنباء أن وجهة «النصرة» قد تكون مواقع عسكرية أخرى ما تزال في يد النظام في هذه المحافظة، مثل مدينة إدلب أو معسكر المسطومة القريب منها. وفي دير الزور، أشارت وكالة «مسار برس» المعارضة، إلى تواصل الاشتباكات (أمس) بين تنظيم «الدولة» وقوات الأسد في محيط مطار دير الزور العسكري، حيث تمكن التنظيم من السيطرة على مواقع جديدة في بلدة الجفرة المحاذية للمطار. وشن التنظيم هجمات في الأيام الماضية ضد المطار بعربات مفخخة، في إطار محاولاته إنهاء وجود النظام في دير الزور. وفي محافظة درعا، سرت أنباء عن إصابة «أبو مارية القحطاني» القيادي البارز في «جبهة النصرة» خلال اشتباكات مع «لواء شهداء اليرموك». وأورد موقع إذاعة «الوطن أف أم» (معارضة) أنه جاء في تغريدة نشرها حساب القحطاني على «تويتر»: «ننوّه بأن حساب الشيخ أبي مارية الآن بيد الإدارة لا بيد الشيخ، ونسأل الله تعالى أن يحفظه ويكتب له الشفاء العاجل». وأورد الموقع أن عدداً من عناصر «لواء شهداء اليرموك» وقعوا في أسر المعارضة، وكشفوا أن هذا اللواء «مبايع سرّاً لتنظيم الدولة»، وهو أمر يروج على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن «لواء اليرموك» لم يجاهر به. وفي القاهرة، أفاد تقرير أصدره البنك الدولي الخميس، بأن دول منطقة شرق البحر المتوسط خسرت 35 بليون دولار من إجمالي الدخل بسبب الحرب في سورية وتوسع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأضاف التقرير أن الخسارة تعادل حجم الاقتصاد السوري في 2007. وفي الدول المجاورة هبط نصيب الفرد من الدخل بأكبر نسبة في لبنان بلغت 11 في المئة، في حين لم يتجاوز التراجع في تركيا ومصر والأردن 1.5 في المئة ما يعكس الأثر الكبير للحرب السورية على لبنان الذي توجد على أرضه أكبر نسبة من اللاجئين بالنسبة إلى عدد السكان. وفي بيروت (رويترز)، قالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية إن مليون شخص أصيبوا خلال الحرب السورية وإن الأمراض تنتشر جراء عدم وصول الأدوية الى المرضى بشكل منتظم. وأضافت: في سورية أصيب مليون شخص نتيجة الحرب. يمكنك أن ترى هذا حين تتجول في أنحاء البلاد حيث تجد الكثيرين ممن أصيبوا بإعاقات دائمة.