اتهمت إسرائيل رئيس «الحركة الإسلامية» الشيخ رائد صلاح ب «إزكاء مشاعر المسلمين في محاولة لإشعال القدس من خلال الإدعاء بأن المسجد الأقصى في خطر». وأنذرت تصريحات عدد من أركان الشرطة الإسرائيلية باحتمال الإقدام على اعتقال الشيخ صلاح، بعدما أمرت محكمة إسرائيلية أول من أمس بإبعاد نائبه الشيخ كمال خطيب عن القدس والمسجد الأقصى لمدة 15 يوماً، كما وجهت اتهامات للسلطة الفلسطينية بالمشاركة في توتير الأجواء. وقال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال دودي كوهين الذي حضر أمس برفقة وزير الأمن الداخلي اسحاق أهارونوفتش إلى باحة المسجد الأقصى «لضمان سلامة المصلين اليهود في جبل الهيكل»، إن «لواء القدس» في الشرطة «يعالج» قضية الشيخ صلاح وتم فتح سبع ملفات تحقيق معه «ونقوم بفحص كل ما يتعلق بسلوكه». وأضاف مهدداً أن الشرطة «لن تتردد في اتخاذ الإجراءات المستوجبة في الأيام القليلة المقبلة» ضد رئيس «الحركة الإسلامية». من جهته، اعتبر قائد «لواء القدس» في الشرطة الإسرائيلية أهارون فرانكو المسلمين في إسرائيل والقدس «ناكري جميل». وقال: «ثمة نكران جميل من الجمهور المسلم في القدس، بعدما قمنا به من عمل خلال شهر رمضان لتأمين إقامة الصلوات في المسجد في شكل منتظم... ولقد تلقينا رسائل شكر وامتنان منهم، ثم يأتون اليوم ببث أكاذيب بأن المسجد في خطر». وأشار إلى أن عتابه على قادة المسلمين ناجم عن «تجاهلهم حقيقة يعرفونها تماماً، وهي أنه في كل عام يقوم آلاف اليهود أثناء عيد العرش بالصلاة في جبل الهيكل (باحة المسجد الأقصى)». وتابع: «ثمة وضع قائم منذ سنوات في جبل الهيكل، لكن هناك رجال دين من كل الاتجاهات يحاولون تحويل الجبل إلى ميدان معركة وإشعال القدس، ونحن لن نسمح بذلك». وتابع أن الشرطة تؤمّن حرية العبادة لأبناء الديانات الثلاث في البلاد، «ومثلما أتحنا للمسلمين من إسرائيل ومن الضفة الغربية الصلاة في المسجد الأقصى في شهر رمضان، توجب علينا السماح لليهود بالصلاة في جبل الهيكل، لكن الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح قامت بإزكاء المشاعر بلا سبب ومن خلال الكذب بأن المسجد في خطر ويتوجب على المسلمين القدوم لحمايته». وأضاف مهدداً أن الشرطة الإسرائيلية لن تتردد في انتهاج الصرامة تجاه «كل من يحاول توتير الأجواء». وقال الوزير أهارونوفتش إن «الشرطة تشخص جهات تحاول التحريض وإزكاء المشاعر، لكننا سنقوم بكل ما يلزم للحفاظ على الهدوء». إلى ذلك، لمحت أوساط إسرائيلية إلى أن السلطة الفلسطينية معنية بتوتير الأجواء في القدس من أجل صرف النظر عن الاتهامات الموجهة إليها من مختلف الفصائل الفلسطينية على خلفية سحب طلبها من مجلس حقوق الإنسان في جنيف التصديق على «تقرير غولدستون» الذي دان إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.