تشهد الحكومة اليمنية مداً وجذراً بين الأطراف السياسية المتنازعة، إذ فشلت في الحصول على الثقة بالبرلمان اليوم الثلثاء، نتيجة رفض نواب حزب "المؤتمر الشعبي العام" التصويت، إضافة إلى نية الحوثيين "الإطاحة بالحكومة". وفي تطور جديد، قال شهود إن مقاتلين حوثيين منعوا الرئيس الجديد لهيئة الأركان العامة العميد الركن حسين ناجي هادي خيران من الدخول اليوم إلى مبنى وزارة الدفاع. وكان الرئيس اليمني عيّن خيزران الأسبوع الماضي على رغم معارضة الحوثيين لتعيينه. في سياق متصل، قال مساعد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إن الحوثيين "يخططون للإطاحة بالحكومة"، وذلك بعدما اتهمت الجماعة الرئيس ب "التغاضي عن الفساد" ومطالبتها ب "مراقبة الإنفاق الحكومي". وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء يوم 21 أيلول (سبتمبر)، واخترقوا مؤسسات الدولة، لكن لا يزال هادي رئيساً للبلاد، ومنذ ذلك الحين يحاول الرئيس استرضاء الجماعة بينما يعمل على تعزيز سلطة الدولة. وقال عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين، في خطاب ألقاه أمام مجموعة من الزعماء القبليين في معقله بصعدة شمال اليمن مساء أمس الإثنين، إن هادي "كان يتصدر قوى الفساد" في البلاد، "وكان خلال الثورة الشعبية والتصعيد الشعبي متصدراً قوى الفساد في الإساءة إلى الشعب اليمني"، مضيفاً: "أنا هنا أقول له إن شعبنا اليمني صحيح شعب عظيم ومتسامح وكريم، ولكنه لن يبقى متغاضياً إلى ما لانهاية". ورداً على هذه الاتهامات، قال مسؤول كبير في مكتب الرئيس مشترطاً عدم نشر اسمه، إن "الخطاب يُظهر أن الحوثيين يخططون لإسقاط الحكومة واستكمال السيطرة على الدولة". وأضاف أن "الخطاب كان خالياً حتى من لغة التخاطب السياسي مع رئيس الدولة، وبالتالي نتوقع أن يكون لدى الجماعة مخطط آخر شبيه بمخطط إسقاط صنعاء". وقال الحوثي إنه "تم تشكيل لجان لمتابعة عمل الوزارات بعد سقوط صنعاء"، وإنها "كشفت عن محاولات بعض المسؤولين تقاسم بلايين الريالات الفائضة في موازنات بعض الوزارات خلال عملية الجرد السنوي التي تجري هذه الأيام". ولم يذكر أسماء هؤلاء المسؤولين. وطالب أيضاً بضرورة "أن تخضع موازنة 2015 لمراجعة دقيقة، وذلك حتى لا تشكل دعماً إضافياً وهائلاً للفاسدين والعابثين". ودعا إلى تسليم الحكومة الأجهزةَ الرقابية "للثوار ليراقبوا ويتابعوا ويتأكدوا، حتى لا تضيع أموال هذا الشعب"، مضيفاً أن "محاربة الفساد مسألة أساسية لا محيد عنها نهائياً". ومن المقرر أن تضع حكومة هادي ميزانية العام المقبل، لكن يحاول الحوثيون بسط نفوذهم عبر اللجان التي شكلوها. ويقول الحوثيون الذين تُعرف جماعتهم باسم "أنصار الله"، إن "سيطرتهم على صنعاء كانت بهدف استئصال جذور الفساد وتحقيق العدالة في السياسة العامة". في سياق متصل، فشلت حكومة خالد بحاح في الحصول على الثقة في البرلمان بعد رفض نواب "حزب المؤتمر الشعبي العام" التصويت، احتجاجاً على إغلاق مقر الحزب في عدن، كبرى مدن الجنوب، وفق ما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس" الثلثاء. ويشكّل الحزب الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح غالبية في البرلمان، كما يشارك في الحكومة من خلال مقربين منه. وعُقدت في البرلمان جلسة التصويت على الثقة بالحكومة التي تشكلت بموجب اتفاق سياسي بين مختلف الأحزاب في أعقاب سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية، إلا أن نواب "المؤتمر الشعبي العام" انسحبوا ولم يتمّ التصويت. وخرج وزراء الحكومة غاضبين من قاعة البرلمان، في حين لم يحضر رئيس الوزراء نفسه الجلسة، وهو قد يكون أُبلغ برفض "حزب المؤتمر الشعبي" التصويت بشكل مسبق. وقال رئيس كتلة "حزب المؤتمر الشعبي العام" سلطان البركاني للصحافيين، إن "إقدام أجهزة الأمن على إغلاق مقرّ الحزب في عدن قد لا تخدم الحكومة، وتشبه عملية إغلاق قناة "اليمن اليوم" قبل عدة أشهر". ويشير بذلك إلى إغلاق القناة التابعة لصالح في إطار صراع بين الرئيس السابق والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، وهو أيضاً من قياديي "حزب المؤتمر". وبالتزامن مع ذلك، دخل مدينة تعز، كبرى المدن في جنوب غرب اليمن، مئات المسلحين الحوثيين وأدّوا شعائرهم الخاصة في أحد مساجد المدينة السنية، وذلك بشكل غير مسبوق. ودخل الحوثيون المدينة بحجة تشييع جثمان أحد الضباط القريبين منهم. وهو أوّل دخول مسلح للحوثيين إلى تعز، التي أكّدت قياداتها المحلية رفض دخولها من المسلحين.