استطاع الموسيقي اليمني أحمد فتحي أن يلوّن ليالي الإسكندرية الهادئة، بحفلاته على أسبوعين متتاليين، في مركز الإسكندرية للإبداع. وفتحي الملقب ب «عندليب اليمن» قدّم مقطوعات موسيقية اشتهر بها على آلة العود ولاقت نجاحًا كبيرًا في الشارع العربي عموماً والشارع الخليجي على وجه الخصوص. وبعد حفلاته التي لاقت نجاحاً باهراً في واشنطن الشهر الماضي، سينتقل فتحي وفرقته الى القاهرة الأسبوع المقبل، لإحياء حفلات ينظمها صندوق التنمية الثقافية المصري، ومن ثم يطير الى طوكيو. ويعد فتحي من المطربين والملحنين اليمنيين المميّزين الذين لحّنوا وغنوا لمشاهير المطربين من العالم العربي ومنهم رجاء بلمليح، ووديع الصافي، وأبو بكر سالم، ولطفي بشناق، وعبد المجيد عبد الله وسميرة سعيد، ومحمد الحلو، ومي فاروق، وغيرهم. كما تعامل مع الكثير من الشعراء المصريين والخليجيين. بدأ «العندليب» العزف على العود والغناء في سن الثامنة، ولقبته الصحافة اليمنية آنذاك على لسان الموسيقي أحمد قاسم ب «الطفل المعجزة». بعدما شارك مع نخبة من نجوم الفن اليمني في حفلة في مدينة عدن، ألّف مقطوعات موسيقية للعود وحده، كما جمع بين العود والبيانو في مقطوعات أخرى. ومن أهم أعماله نشيد «شموخ الوطن» الذي تصدح موسيقاه في مقدمة نشرة أخبار الفضائية اليمنية. وقال فتحي ل «الحياة» أنه يقدّم هذه الحفلات في مصر إحياءً للفن الأصيل، في ظل «حالة التردي الشديد الذي تعاني منه الساحة الغنائية الحالية، وفوضى القنوات الغنائية، ما أثّر بالسلب على الأغنية العربية». ولأن الموسيقى رسالة، قرّر فتحي كتابة مقطوعة موسيقية بعنوان «الحب والسلام» التي قدّمها على مسرح جون كينيدي في واشنطن، وأهداها للرئيس الأميركي باراك أوباما، لمناسبة توليه مقاليد الحكم. وذلك «استبشارًا بالوعود التي قطعها على نفسه من أجل القضايا العربية واستبشاراً بتوجهاته الجديدة المبشرة بالمحبة والسلام والوئام بين بني البشر». وأضاف أنه «جمع في هذه المقطوعة للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى بين آلة العود الشرقية وآلة الفلوت الغربية»، مشيرًا إلى أن المعزوفة ترمز إلى فكرة الحوار بين الثقافات متمثلة في الدويتو الموسيقي بين العود الشرقي والفلوت الغربي. وفي الإسكندرية تمايل الجمهور على أنغام «العندليب اليمني» الخاصة، مثل «ليالي سبأ»، و «فانتازيا»، و «أروى»، و «شقيق الورد»، و «شاغل الخاطر»، و «ياهزالي». لكنه زادهم طرباً عندما قدّم مجموعة أعمال موسيقية وغنائية لكبار الملحنين والمطربين من أيام الزمن الجميل، إضافة الى «الحب والسلام». وحول وصف النقاد لمؤلفاته بالتنوع الثقافي، قال: «الفنان المتمكن من أدواته، يستطيع أن يرتدي أكثر من عباءة ويكون له أكثر من وجه، بحسب كلمات وجو كل أغنية أو عمل فني». وآخر أعماله أغنية حديثة من ألحانه ومن أشعار الشاعر المصري مدحت الخولي اسمها «آخر الأخبار». يُذكر أن فتحي حصد طوال السنوات الماضية شهادات وأوسمة عربية ودولية. وشارك في عشرات المهرجانات والاحتفالات من أهمها تكريمه من قبل المهتمين بموسيقى «الريسيتال» في بريطانيا في قاعة الملكة اليزابيث بصفته مطرباً وأحد أشهر عازفي العود في العالم وكذلك لمناسبة حصوله على لقب عازف العود العالمي وهو التكريم المخصص لكبار العازفين العالميين، وحصوله أيضاً على ثلاث جوائز من المعهد العالي للموسيقى العربية كأفضل عازف عود. كما نال الدكتوراه الفخرية من جامعة الحديدة ووسام مهرجان العود العربي الأول من سلطنة عمان، وميدالية المعهد الوطني العالي للتقنيات المتقدمة في باريس، وغير ذلك من الأوسمة والدروع. وله في الأسواق 15 ألبوماً منها: «سهرت الليل»، و«أبو وزيد»، و«اختلاف»، و«لا تسافر»، و«غالي»، و «خطر»، و «شاغل الخاطر».