شهد اليوم الأول من فعاليات الدورة ال11 من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عرض الفيلم الإماراتي الطويل «عبود كنديشن» للمخرج فاضل المهيري (ينافس في مسابقة المهر الإماراتي)، في أول تجاربه في مجال الأفلام الروائية الطويلة، بعد عدد من الأفلام القصيرة والمتوسطة التي سبق أن أنجزها ونال على بعضها جوائز محلية وخليجية. ينتمي الفيلم إلى النوع الكوميدي، وتدور أحداثه حول الشاب الإماراتي «عبود كنديشن»، الذي بات اسمه مُتعارفاً عليه بين أقرانه ورفاقه وجيرانه ومن يتعاملون معه، وذلك لسبب يتعلّق بتجربة والده الفاشلة في مجال تجارة المكيف المنزلي (كونديشن). ويقوم الفيلم على مفارقات شخصية عبود (عبدالله)، وتصرّفاته الغريبة إلى حد التهوّر، ما يثير نفور حبيبته وصديقه منه، ويضعه في عدد من المواقف المحرجة. العقدة الدرامية التي ينبني عليها الفيلم هي قرار نقل مقرّ عمل عبود من منطقة «حميم»، إلى «أبوظبي»، بعد 13 سنة من الخدمة في فرع المؤسسة هناك، فما يكون منه إلا أن يشعر بالضرر والخسارة من هذا القرار، وسيسعى بما أُوتي من حيل لإبطال هذا القرار والبقاء في مقرّ عمله ب«حميم»، حيث كان يمارس كل ما لا يليق بموظف ملتزم. الطرافة في الفيلم لا تتأتى فقط مما يفعله عبود (عبدالرحمن الناخي في أداء مقبول) في مسعاه، بل كذلك من علاقته مع الفتاة التي أحبها منذ الصغر ويروم الزواج منها، وعلاقته مع صديقه المرتاح مادياً القوي جسدياً، وعلاقته مع مخدومه الهندي شوكت (جمال إقبال في أداء مقبول)، وما يحدث بينهما من مواقف مضحكة حيناً ومؤثرة في شكل إنساني حيناً آخر، تقود إلى نهايات غريبة وغير متوقعة، سواء بصدد عبود أو شوكت. يكاد الفيلم يمرّ على بانوراما واسعة من حياة المواطنين والمقيمين في إمارة أبوظبي، فثمة حضور متنوع وغني لإماراتيين ومصريين وهندي وسوداني، تقدّم تشكيلة من الطرافة، معتمدة حيناً على مفارقة الموقف والتباساته، وخصوصيات اللهجات المحلية لكل منهم، والعلاقة مع اللغة الإنجليزية حيناً آخر، وما تنتجه من ضحكات ترددت في جنبات صالة العرض. فيلم «عبود كنديشن»، هو المحاولة الكوميدية السينمائية الإماراتية الثانية التي نشاهدها خلال عامين متتاليين، وذلك بعد تجربة فيلم «مزرعة يدّو» للمخرج أحمد زين، الذي سبق أن عُرض في الدورة العاشرة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، ووجد طريقه إلى صالات العرض الجماهيري، محققاً نصيبه من النجاح، والمنتظر تحقيق الجزء الثاني منه قريباً. وفي حين يمكن القول إن «مزرعة يدّو» عانى من خلل في السيناريو نرجو ألاّ يكون في الجزء الثاني منه، فإن «عبود كنديشن» يشكو ملاحظات تقنية إلى درجة تجعلنا نعتقد أن ما شاهدناه اليوم (الخميس) بصالة سينما فوكس في مول الإمارات، إنما هو نسخة عمل غير منتهية، إذ تحتاج بوضوح إلى ضبط في مونتاج الصورة، ومزج (مكساج) الصوت، وتصحيح الألوان، وغيرها من عمليات مرحلة «ما بعد الإنتاج» (بوست برودكشن)، حتى يكون الفيلم في نسخته النهائية. يُذكر أن المخرج فاضل المهيري (أبوظبي، 1979)، هو أحد السينمائيين الإماراتيين الشباب، ممن انطلقوا مع «مسابقة أفلام من الإمارات»، ومن أعماله «التسامح»، «ليلة من الليالي»، «الرعبوب»، «حارس الليل» و«رأس حربة».