كل ما في «شركة أبوظبي للإعلام»، يشي بأنها، ومنذ مطلع العام الحالي، تخوض مخاضاً طامحاً لمولود يليق بسمعة هذه الشركة، وقدراتها المالية، وجيوشها البشرية الحاشدة. تغييرات إدارية عليا، ووسطى، وعلى مستوى العاملين. إطفاء مشروع قناة «بينونة»، وتحويلها إلى مؤسسة إنتاجية، ومن ثم إلحاقها بالشركة، قبل إلغائها، وتسريح كثير من العاملين فيها. تجهيزات ومعدات تقنية حديثة، وأستوديوات جديدة، وبرامج تنطلق تباعاً، على القنوات المتعددة. بين قنوات «شركة أبوظبي للإعلام» كلها، تبدو قناة «أبوظبيالإمارات»، الأكثر توجُّهاً للجمهور الإماراتي المحلي. لا تروم منافسة شقيقاتها اللواتي يطمحن للحيازة على أقساط متاحة، أو ممكنة، من الجمهور العربي، سواء من باب الأخبار والبرامج الإخبارية، أو من باب الرياضة والدراما والوثائقيات. أقصى ما تطمح إليه قناة «أبوظبيالإمارات»، هي قدرتها على حيازة اهتمام الجمهور الإماراتي المحلي، والبحث عن السبل الأكثر جدوى في هذا المجال. سيبدو برنامج «أفلام من الإمارات»، واحداً من تلك البرامج الجديدة، أو المتجددة، إذ أنه في نسخة العام 2011، يتناول أفلاماً إماراتية، تلفزيونية وسينمائية، حققها مخرجون شباب إماراتيون. يحاور البرنامج المخرجين، ويناقشهم بشؤون أفلامهم، ومن ثم يعرضها. وهكذا بمقدار ما تلبي القناة رغبات المخرجين في الإطلالة على الجمهور الإماراتي، الذي لا يمكنه مشاهدة أفلامهم، إلا في المهرجانات، فإن القناة، في الوقت ذاته، تضع نصب عينيها إمكان جذب قطاع واسع من الجمهور الإماراتي الشاب، والتقدم على سلم «أجهزة تحكُّمه». من فاضل المهيري وعبدالله حسن أحمد وسعيد سالمين، إلى نايلة الخاجة ونجوم الغانم وهناء الزرعوني. ومن أحمد زين وحمد الحمادي وحمد الصغران إلى هاني الشيباني وخالد المحمود ومن محمد السعدي إلى جمعة السهلي، تتعدد الأسماء، وتتنوع التجارب، ما بين الفيلم التلفزيوني والسينمائي، ما بين الروائي القصير، والوثائقي، مع مرور طفيف على الروائي الطويل، الذي مازال محدوداً جداً، هنا، حتى لا يكاد يفيض عن عدد أصابع اليد الواحدة. التلفزيون يدعم السينما، يمول إنتاجاتها، كما في تجربة قناة «الشارقة»، عندما أنتجت، منذ سنتين، بضعة أفلام لمجموعة من المخرجين الإماراتيين. ويقتني أفلامها، كما في تجربة قناة «أبوظبيالإمارات»، في النسخة الجديدة، أو المتجددة، من برنامجها «أفلام من الإمارات». والتلفزيون، يدرك أنه يمكن للسينما أن تكون أداة جذب لقطاع من الجمهور، بخاصة الشباب منهم. الحيازة على اهتمامهم، وجعلهم يترقبون الموعد، ويتسمرون أمام شاشته، ساعة، من دون أن ننسى أبداً، أن لهذه الأفلام ميزة استثنائية، وهي تقديمها أشكالاً مختلفة من الصورة الإماراتية المحلية، الراهنة منها أو التراثية، المعاصرة الحديثة أو الماضية المنصرمة أصالة... تماماً في وقت ما زالت الدراما الإماراتية، في غالبيتها الأعمّ، غارقة في ميلودراميات منفرة، أو في كوميديات، تتكئ على سذاجة أو فهلوة، فلا تضحك محزوناً، ولا تقنع متأملاً.