احتفل مركز غرناطة مول التجاري في الرياض يومي الجمعة والسبت الماضيين باليوم العالمي للإعاقة، برعاية أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، إذ اشتمل على أركان منوعة ترفيهية وتعليمية وتوعوية، كركن التصوير والرسم والأعمال اليدوية، إضافة إلى المسرح الذي دمج بين الترفيه والتعليم بطرق عدة. كما عرض الأطفال والأشخاص المعوقون الموهوبون مواهبهم، وشاركت بعض الجهات لتعرف عن المعوقين مثل متلازمة داون والمكفوفين وغيرهم؛ لزيادة التوعية للمجتمع؛ وليتعرفوا أيضاً على الأشخاص المعوقين ومدى قدراتهم ومواهبهم وحياتهم من بعض النواحي. تقول أديبه الغزلان (11 عاماً): «أعجبتني الفعاليات المقامة، ومن المهم أن نحتفل جميعنا بهذا اليوم، ونكون بجانب جميع المعوقين ونسعى لإسعادهم فيه؛ لنخبرهم بأننا بجانبهم ونشعر بهم طوال الأيام ونسعى لتوفير حقوقهم جميعها، وأتمنى من مجتمعي ألا ينظروا للمعوقين نظرة استحقار، بل يشعرونهم بأنهم أشخاص رائعون مثلنا، وربما أفضل. هم يحتاجون إلى معاملة جيدة وتشجيع منا». تتمنى رنوة الغفيلي (9 أعوام) أن تصبح ذات يوم متطوعة في خدمة المعوقين، تقول: «أسعى دائماً لإسعادهم ومساعدتهم بقدر ما أستطيع، وسأفعل ذلك دائماً، واستمتعت عندما تعرفت على أشخاص معوقين؛ فقد انبهرت من مواهبهم المتعددة، وأعجبني ركن الصم وتعلمت فيه الحروف ولم أجدها صعبة بقدر ما كنت أتوقعها، فأصبحت أرى بأن تعلمها أمر مهم حتى نستطيع التواصل مع الأشخاص الصم». يحب عدي الجربوع (9 أعوام) والديه كثيراً؛ لأنهما يشجعانه دائماً، وصديقه المفضل مؤيد؛ لأنه يقضي وقتاً رائعاً برفقته، يقول: «استمتعت أثناء حضوري اليوم، وأعتبر هذا اليوم مهماً بالنسبة إليَّ، فأود من خلاله أن أخبر المجتمع بأنني شخص قوي وقادر، ولست -كما يظنون- بأنني شخص ضعيف لا يستطيع فعل أي شيء، فنحن نحتاج إلى ثقة المجتمع بنا ودعمه بدلال من نظراتهم وألفاظهم التي توحي لنا بالشفقة والعجر، وأشكر كل من شجعني في أي يوم، وجعلني أشعر بالسعادة». عبدالعزيز الجدعان (9 أعوام): «كان هناك إقبال كبير جداً، فمن خلال حضوري في ركني اليوم غطيت أعين الأشخاص الأسوياء وجعلتهم يقومون بالمشي ليعيشوا تجربة الشخص الكفيف، وحين ينتهون يقومون بكتابة شعورهم وإحساسهم، فمن وجهة نظري أرى بأننا لن نشعر بالشخص إلا عندما نضع أنفسنا مكانه، فهذه التجربة ستجعلنا لا نرى الأشخاص المعوقين باستحقار وتقليل من أهميتهم؛ لأننا لا نريد الآخرين أن ينظروا لنا هكذا». غلا الخالدي (11 عاماً): «أعجبتني جميع الأركان، وسررت بلقاء أصدقائي الذين أحبهم في مواقع التواصل الاجتماعي مثل «أنستغرام»، كما أحب أهلي ومدرستي كثيراً؛ لأنهم يدعمونني ويشجعونني؛ لأنمي موهبتي وهي صنع الأساور اليدوية، فأصبحت أصنع أساور بشكل أفضل عن السابق وأوزعها على أهلي وصديقاتي، وأتمنى من أهالي الأطفال الذين يمتلكون أي موهبة حتى لو كانت صغيرة بأن يدعموهم ويشجعوهم؛ حتى لا تندثر موهبتهم مع الأيام، وأحب أن أوجه رسالتي إلى المجتمع بألا يرونا من المظهر الخارجي فقط ويحكموا علينا؛ لأننا في الغالب أشخاص موهوبون، وشخصياتنا من الداخل قوية وذات إصرار وعزيمة». أما الجوري العديلي (11 عاماً) فتقول: «قمت بإسعاد المعوقين اليوم من خلال ابتسامتي لهم وكلمتي الحلوة التي هم بحاجة إليها؛ لأدخل السعادة على قلوبهم وأمدهم بالمعنويات الإيجابية ليشعر بالسعادة وأنه شخص ذو أهمية في مجتمعه وأكثر ما يضايقني هو رؤيتي للأشخاص الذين يقللون من قيمتهم أو بنظراتهم أو ألفاظهم». يقول صالح العواجي (16 عاماً) الفائز على مستوى السعودية في الإنشاد: «شاركت في هذا اليوم بتقديم الأناشيد على المسرح وتقديم نفسي أيضاً للمجتمع، وأشكر والدتي؛ لأنها أكثر إنسان يشجعني، وأتمنى من أهالي الأطفال المعوقين ألا يخجلوا من نظرة المجتمع لأطفالهم، بل يجب عليهم إظهارهم ودعمهم نفسياً ومعنوياً، فربما يكونون جيلاً قادماً في المستقبل. هم يحتاجون إلى الدعم. أتمنى من جهات المختصة أن تسعى لتوفير حاجاتنا في الأماكن العامة كبقية دول العالم، والتي من أقلها توفير المنزلقات لنستطيع المرور؛ لأنه من المؤسف أنه توجد بعض المدارس والمساجد وغيرها التي لا تخدمنا».