الترحيب الحذر طبع اللهجة الأميركية حول محادثات جنيف، مع اعتبار الرئيس باراك أوباما أن الاجتماع يمثل «بداية بناءة»، وتأكيد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن واشنطن تنتظر «أفعالاً ونتائج». وفي تعليقه على أول مفاوضات مباشرة بين ايرانوالولاياتالمتحدة منذ أزمة الرهائن في سبعينات القرن العشرين، وصف أوباما اجتماع جنيف بأنه «بداية بناءة»، لكنه حذر في الوقت ذاته من أنه «إذا لم تلتزم إيران بتنفيذ المطالب الدولية، فإن واشنطن لن تواصل الحوار إلى ما لا نهاية وستتحرك في اتجاه ممارسة مزيد من الضغوط عليها». وعن هذه المطالب، دعا أوباما القيادة الايرانية الى السماح للمفتشين الدوليين بالكشف على منشأة تخصيب اليورانيوم قرب قم وفي فترة لا تتعدى الأسبوعين. أما الخطوة الثانية التي يتطلع اليها الأميركيون، فتتمثل بقبول ايران «نقل برنامجها للتخصيب المنخفض المستوى الى دولة ثالثة ولإثبات سلمية هذا البرنامج». وقال أوباما: اذا وفت ايران بالتزاماتها الدولية حول برنامجها النووي، فهناك «مسار نحو علاقة أفضل مع الولاياتالمتحدة وقبول طهران في المجتمع الدولي». واضاف أن محادثات جنيف «جاءت بعد شهور من جهود ديبلوماسية مكثفة وعلى إثر عرض من الإدارة للانخراط في حوار مباشر مع الحكومة الإيرانية، فضلاً عن جهود أخرى لإخلاء العالم من الأسلحة النووية وتمكين الدول في الوقت ذاته من الحصول على الطاقة النووية السلمية». وزاد أن هذه الجهود تزامنت ايضاً مع إجماع دولي حول ضرورة التخلص من الأسلحة النووية، انعكس في «قرار تاريخي لمجلس الأمن لتحقيق هذا الهدف». واعتبر أوباما أن هذه الجهود بعثت برسالة واضحة إلى إيران، أكدت وجود توحد في مواقف الدول الست المعنية بملفها النووي وإجماع دولي حول هذه القضية، موضحاً أنه اتصل بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي للحديث حول هذه المسألة، تمهيداً لزيارة الاخير إلى طهران قريباً، كما اكد اوباما أن البرادعي يحظى بدعم الولاياتالمتحدة في مهمته تلك. وحض الرئيس الاميركي إيران ايضاً على «اتخاذ خطوات تفي بالتزاماتها حيال مجلس الأمن وتؤكد التزامها الاستخدام السلمي للطاقة النووية». وتوقع مسؤولون أميركيون جولات أخرى للمفاوضات، لكنهم امتنعوا عن تحديد أية مهل زمنية لها. وكان البيت الأبيض هدد بفرض عقوبات جديدة على ايران، إذا حاولت استخدام المحادثات التي انطلقت في جنيف الخميس الماضي لكسب الوقت وتطوير برنامجها النووي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن محادثات جنيف «بداية بناءة»، مستدركاً أنه «اذا بدا في لحظة ما أن كل ما يحاول الايرانيون القيام به هو إطالة أمد المحادثات لأطول فترة ممكنة، أعتقد اننا سنتخذ بالتشاور مع شركائنا في الدول الست وبروح من الشراكة في الأهداف معهم، إجراءات اضافية لإفهام ايران مدى جديتنا». اما وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون فاعتبرت أن الاجتماع كان «يوماً بناء، لكن الدليل على ذلك لم يُقدم بعد. نريد أفعالاً ملموسة ونتائج».