ما أن يفرغ سكان قرية العراقيب الفلسطينية من اعادة اعمار منازلهم، حتى ينفذ الاحتلال الاسرائيلي الحُكم بهدمها من جديد. وهذه المرة ال 79 التي تُهدم فيها قرية العراقيب عن بكرة أبيها وبوتيرة شبه شهرية خلال أقل من خمس سنوات، بحجّة عدم الحصول على ترخيص وعدم اعتراف اسرائيل بوجود هذه البقعة البدوية الفلسطينية، علماً أن عملية الهدم ال 78 جرت في تشرين الثاني (نوفمبر) المُنصرم. أكثر من 300 فلسطيني باتوا اول من أمس في العراء، بعدما باغتهم أكثر من 300 جندي من وحدة "يوآف" يُوجّهون 40 جرّافة لتنفيذ قرار هدم بيوتهم، وهي عبارة عن اكواخ من كتل الصفيح والخشب والشعر والدواليب المطاط، لان استخدام الاسمنت ممنوع تماما منذ هدمت القرية للمرة الأولى في 2010. شيخ القرية صياح الطوري اكد التمسك بارضه التي ورثها عن اجداده، متهما قوات بتعمُّد احداث حفر عميقة في أرضية المنازل لعرقلة اعادة بنائها. وقال أن الشرطة حاولت استفزاز الاهالي واعتدت عليهم بعنف لتوريطهم بالرد الذي سيُتّخذ فيما بعد ذريعة لتبرير الهدم، مؤكدا انهم سيبنون القرية من جديد. من جهتها قالت الشرطة الإسرائيلية أنها "تقدم المساندة للقوات التنفيذية والمهنية التابعة لوزارة الداخلية ومفتشو سلطة أراضي إسرائيل، وترافقهم خشية حدوث شغب ومواجهات". واستنكر العضو العربي في "الكنيست" الإسرائيلي أحمد الطيبي الهدم وقال انه سياسة "فاشية – صهيونية" معروفة، مؤكداً أن القرية "أصبحت نموذجاً للهدم والإقصاء من جهة، وللصمود من جهة أخرى".