على رغم تشديد الإجراءات الأمنية التي أعلنتها السلطات اليمنية في شبوة وحضرموت (جنوب وشرق) قبل يومين، هاجم انتحاريان من تنظيم «القاعدة» أمس مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون، وسط وادي حضرموت، بسيارتين مفخختين، ما أدى إلى سقوط ستة قتلى وسبعة جرحى. وأكد التنظيم مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري المزدوج، وعن هجمات متزامنة نفذها الإثنين وطاولت منازل حوثيين في صنعاء. وأعلنت السفارة الفرنسية أمس إغلاق أبوابها حتى الأحد المقبل بسبب «تهديدات أمنية»، في حين توعّد السفير الأميركي ماثيو تولر جماعة الحوثيين بمزيد من العقوبات الدولية إذا أصروا على استخدام القوة. واعتبر في مؤتمر صحافي أن الأوضاع في اليمن وصلت إلى «مرحلة حرجة جداً»، بسبب سيطرتهم على مؤسسات الدولة وتراجع إيراداتها وعزوف المستثمرين عن البلد. مصادر عسكرية قالت ل «الحياة» إن «انتحاريين يقودان سيارتين مفخختين هاجما أمس بوابة مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى في الجيش اليمني في مدينة سيئون، ما أدى إلى مقتل ستة جنود من حراس البوابة وجرح خمسة آخرين ومقتل الانتحاريين». وأكدت السلطات هذا الهجوم الذي جاء بعد يومين من تعزيز الاحتياطات الأمنية في حضرموت وشبوة، والحراسة على المنشآت. واعترفت بمقتل خمسة جنود وجرح أربعة، وجاء في بيان نقله موقع وزارة الدفاع أن «أبطال قيادة المنطقة العسكرية الأولى تمكنوا من إحباط هجوم انتحاري لعناصر تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وتدمير سيارتين مفخختين أمام بوابة قيادة المنطقة بسيئون». وشن التنظيم مساء الإثنين هجوماً في مدينة الشحر بتفجير عبوة بعربة للجيش، ما أوقع قتيلاً في صفوف الجنود وثلاثة جرحى. وأعلن «القاعدة» عبر حساب له على «تويتر» مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري المزدوج في سيئون، مؤكداً أنه أسقط عشرات القتلى والجرحى. كما أعلن مسؤوليته عن الهجمات المتزامنة، موضحاً أنه نفذها بتفجير دراجات مفخخة وعبوات صباح الإثنين استهدفت منازل حوثيين في صنعاء. وأشار إلى مقتل 15 شخصاً وجرح عشرات، خلافاً للرواية الرسمية التي تحدثت عن سقوط ثمانية جرحى. وكشف التنظيم عن أنه استهدف منزلَيْ القياديَّيْن في جماعة الحوثيين محمد ضيف الله وعبد الإله الشرفي، بتفجير 18 كيلوغراماً من مادة «تي أن تي». وكان القيادي في «القاعدة» نصر الآنسي أكد في تسجيل بُثَّ على الإنترنت، أن الحوثيين خسروا 1500- 2000 شخص في المعارك التي شهدتها منطقة قيفة القبلية القريبة من مدينة رداع في محافظة البيضاء. وقال الآنسي في التسجيل المصور الذي وصف بأنه مؤتمر صحافي: «المعركة ليست بين الحوثيين والقاعدة كما يُروَّج، بل بين الحوثيين والجيش والحرس الجمهوري والأميركان وحزب المؤتمر الشعبي بقيادة علي عبدالله صالح (من جهة)، وبين أبناء المنطقة يساعدهم عدد من عناصر أنصار الشريعة» (الاسم المحلي لتنظيم القاعدة). وانتقد أسلوب تنظيم «داعش» في قطع الرؤوس، مشككاً في صحة تمدُّده إلى مصر وليبيا والجزائر. ونفى علاقة «القاعدة» في اليمن بمقتل السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز.