رفضت إدارة نادي الوحدة قرار الرئاسة العامة لرعاية الشباب، تكليفها بإدارة شؤون النادي مدة أسبوعين، وقدمت اعتذارها عن ذلك بعدما استقالت الشهر الماضي، إذ قدم الرئيس المستقيل حازم اللحياني وأمين الصندوق بدر السعيدان والأمين العام للنادي عبدالله الهيج، اعتذارهم إلى «رعاية الشباب» عن قبول «مهمة إدارة شؤون النادي موقتاً»، وذلك لأسباب عدة أوضحتها الإدارة المستقيلة في بيان أصدره اللحياني أمس (تلقت الحياة نسخة منه) موجهاً إلى الجماهير الوحداوية، والذي جاء فيه: «أود أن أتقدم إليكم بخالص الشكر وعظيم الامتنان لوقوفكم الدائم مع الكيان ومعي شخصياً، إذ شُرّفت بخدمة نادي أطهر أرض، وخدمة شباب هذا البلد الأمين، ويعلم الله أني سعيت جاهداً أنا وإخواني المخلصين في إدارة نادي الوحدة، في رسم البسمة على شفاهكم وإسعاد كل أهالي مكة شرفها الله، إلا أن الظروف التي أحاطت بنا أعاقت عملنا، وقيضت كل المشاريع للنهوض بالنادي من جديد». وأضاف البيان: «كم كنت أتمنى، مع انتهاء التكليف الذي التزمت وتعهدت به للرئاسة العامة لرعاية الشباب لتسيير أمور النادي مدة شهر من تاريخ التكليف، أن أسلم النادي من طريق الجمعية العمومية لمن يواصل مسيرة النادي ويحقق آمال الجماهير وطموحاتها، إلا أن عزوف الجميع عن التقدم للترشيح أصابنا جميعاً بخيبة أمل، ولعل هذا العزوف كشف أقنعة كثيرين ممن كانوا يدّعون حب الوحدة ويعزفون على وتر مطالبتنا بالاستقالة وضرورة ابتعادنا عن المشهد، ليصوروا للجماهير أن النادي سيكون أفضل حالاً معهم، وحينما تقدمنا بالاستقالة المسببة التي يعلمها الجميع لم يتقدم أي منهم لخدمة الكيان ولا لخدمة شباب مكة، وكانت الذريعة الالتزامات المالية المترتبة في كانون الثاني (يناير) المقبل، في الوقت الذي تسلمنا نحن إدارة النادي كما تسلمته الإدارات السابقة وهو يئن تحت وطأة الديون وغارق في المشكلات الفنية، ومع ذلك لم نتذرع بهذه الظروف ولم نجعلها سبباً لإحجامنا، بل كنا صادقين مع أنفسنا ومع الجماهير وتحملنا عبئاً مالياً أضعاف ما وعدنا به في سبيل تحقيق النجاح، في الوقت الذي انفض فيه كثيرون من حولنا واكتفوا بالمشاهدة، ومع ذلك لم يبادر أحد منهم بالدعم في الوقت الذي كانت ألسنتهم تطاولنا ليلاً نهاراً». كما جاء في بيان اللحياني: «ومع ذلك اتضح بمجرد فتح باب التسجيل للجمعية العمومية التحرك المريب لبعض الشخصيات التي قامت بعملية تسديد جماعي لعضويات بالجمعية العمومية لأشخاص (محسوبين عليهم) لأهداف لا تخفى على أحد، ما جعل كل من يفكر في التقدم إلى الرئاسة من غير تلك الشخصيات المعروفة لدى لوسط الرياضي الوحداوي تحديداً، تحجم عن ذلك خوفاً من الفشل في الانتخابات، علاوة على موقف اللجنة التي أرسلتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل تولي الأمير عبدالله بن مساعد زمام الأمور وعدم ردها على مطالباتنا، وتعليقها عدداً كبيراً من الملفات المالية والإدارية وعدم البت فيها على رغم وجود براهين وإثباتات بما حدث من تصرفات مشينة، فهذا الموقف السلبي خذلنا بصفتنا إدارة منتخبة وجعل الوضع غير صحي، ما أسهم بشكل واضح في عزوف كثيرين ممن يريدون خدمة النادي، والجميع يخشى أن يصرف أمواله ويهدر وقته ومن ثم تتكرر المهازل من دون حسيب ولا رقيب». واختتم رئيس الوحدة المستقيل بيانه بقوله: «ونحن على يقين بالتوجهات القوية التي يعتزم القيام بها الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد للقضاء على الفساد، وهذا ما وعدنا به بعد أن وضعنا الملفات كافة على طاولته شخصياً، وأوضحنا له كل القضايا التي غضت لجان الرئاسة الطرف عنها وما زالت تمارس العمل نفسه حتى اليوم، وهو السلوك الذي دفعنا لمغادرة الوسط الرياضي، وكلنا أمل بالأمير عبدالله بن مساعد، أن يعالج الملفات التي رفعناها إليه ووضعناها نصب عينيه للحفاظ على استقرار النادي وسلامة مسيرته المستقبلية، وأكرر اعتذاري إلى الجماهير الوحداوية العظيمة، لأن مكسبي الحقيقي الذي خرجت به من هذه التجربة هو أنتم، فمحبتكم شرف وثقتكم وسام وتقبلكم العذر هو الغاية، وكلي أمل بأن يوفق النادي في المستقبل القريب إلى اختيار الرئيس القادم من طريق الجمعية العمومية، وفقاً للنظام المعمول به في الاتحاد المحلي وعبر صناديق الاقتراع، فنادي الوحدة أمانة في أعناقكم».