الاعتراف بالخطأ أول مراحل التصحيح، وقد افادني قارئ رمز لنفسه باسم «ابو ذياب» انني أخطأت في رسالته التي اقتطف منها: «الواقع أنك أخطأت خطأً كبيراً في موضوعك (التروي) الذي يفتقد إلى أي منطق... لا بد من ان تعرف أن المترو (الصب وي) من أهم مشاريع البنية التحتية لأية مدينة بالضبط مثل الكهرباء والماء، وأية مدينة لايوجد فيها مترو تعتبر متخلفة... انت شايف الزحمات في كل مكان قبل السماح للنساء بقيادة السيارة، فلك ان تتخيل الزحمات وزيادة تلوث البيئة عندما تزيد السيارات الموجودة في الشوارع بما لا يقل عن 500 في المئة، هل من المعقول ان تقبل هذا...؟ أليس من الأفضل ان تصرف الأموال على مشاريع بنية تحتية في جميع مدن المملكة بغض النظر عن اسطوانة الجدوى الاقتصادية... التي ضيعتنا وضيعت دراهمنا بسبب هذه الجدوى الاقتصادية... هل يرضيك شكل مطار جدة... هل يرضيك مواصلات الحجاج بين مكة والمدينة ومناظر الباصات المهترئة... يجب ان تعرف أن أنفاق المترو لها فائدة مهمة غير المواصلات... أولها أنها تستخدم كملاجئ في حالة الحرب أو سوء الأحوال الجوية... وهي من المشاريع التي تصرف على نفسها من تأجير المحال والمطاعم والمقاهي، وأخيراً أرجو أن تشجع على المشاريع الكبيرة الآن قبل ما تتغير الأمور ويقل الدخل في وقت نكون فيه عاجزين عن أرخص المشاريع... وساعتها نقول ياليتنا سوينا كذا وكذا في وقت وفرة الدراهم». معظم ما أورده الأخ الفاضل صحيح وجميل، عدا أنه تسرع في قراءة ما كتبت والرد عليه، إذ إنني لم أقلل من أهمية المشروع، لكنني أكدت على الجدوى، وحالياً يبدو مكلفاً جداً ومتأخراً جداً إنشاء «مترو أنفاق» وحتى دبي جاء مشروعها فوق الأرض وليس تحتها للأسباب نفسها. يمكننا ان نبدأ مثل هذا المشروع تحت الأرض في المدن الاقتصادية الخمس الجديدة، ان كانت لا تزال خمساً، لأننا ننشئها من الصفر، كما يمكننا عمل ذلك في مدن متوسطة الحجم مرشحة للنمو الكبير، لكن مدينتي الرياضوجدة لن يكون سهلاً إنشاؤه تحت الأرض فيهما، ولن يحقق النتائج المرجوة، فلا بديل عن إنشائه فيهما فوق الأرض. الأمر الآخر ان الجدوى مهمة، فإذا لم تكن ثقافة استخدام المواصلات العامة منتشرة، فلن يجدي إنفاق عشرات بليونات الريالات فقط لمجرد فكرة تخفيف الزحام، وربما لن يخف. لدينا باصات من كل نوع تحتاج إلى تطوير، وإلى تأهيل سائقيها، وإلى السماح بالجديد منها والجيد من سائقيها، ويكفي النظر إلى سوق نقل الطالبات والمعلمات لاستشفاف مدى الحاجة التي خلقت سوقاً خاصة بها. وختاماً اعجبني تعامل القارئ مع قضية قيادة النساء من زاوية بيئية، الصراحة انها زاوية جديدة و«ملعوبة». [email protected]