يستقي ملايين العاملين غير السعوديين، معلوماتهم عن مرض «أنفلونزا الخنازير» من مصادر بعيدة عن وزارة الصحة السعودية. ووجد المقيمون في نشرات الأخبار الناطقة بلغتهم ومواقع الانترنت، ما يغنيهم عن سؤال السعوديين عن المرض وأسبابه.وفيما لم يتلق مواطنون نشرات توعوية عن المرض، غير الذين صادفوا حملات توعية، أقامتها مديريات الشؤون الصحية في المناطق، في مجمعات تجارية وفعاليات اجتماعية تراثية، ولم يكن بينها مطويات بلغة غير العربية، كان نصيب المقيمين نادراً إن لم يكن معدوماً. وتعد خطورة إصابة المقيمين بالمرض أخطر من غيرهم، نظراً لعملهم في أماكن عامة مثل المطاعم والبوفيات وأسواق الخضار، التي يفتقد كثير منها إلى ابسط شروط الصحة، ويظهر ذلك في المخالفات المضبوطة في حقهم من جانب البلديات. واعتبرت مصادر في الشؤون الصحية «التوجه إلى المقيمين غير العرب، بالتوعية عن المرض، أمراً ضرورياً ويجب العمل به»، بيد انه على ارض الواقع لم تقدم الشؤون الصحية في المناطق أي جانب توعوي للمقيمين، وفي ذات الوقت تؤكد المصادر أن «النشرات والمطويات، إضافة إلى البرامج، كانت جمعيها باللغة العربية»، مرجحة «العمل قريباً على توعية المقيمين غير العرب»، مفترضة «طبع مطويات بلغات عدة، وبخاصة السائدة منها، كالانكليزية والهندية والاوردية»، إلا أن المصادر لم تشر إلى فترة زمنية لبدء العمل. وبين مصدر أنه «يعتقد بوجود نشرات باللغة الانكليزية» لكنه غير متأكد. واستراح عبد الرحمن، بنغالي الجنسية من عناء البحث عن المرض وأسبابه في المراكز الصحية المحلية. وتعرف علىه للمرة الأولى من «خلال إصابة زميل له في السكن، كان عائداً من العمرة، لكنه لم يصل إلى المنزل، وإنما توجه إلى المستشفى»، مضيفاً أن «المعلومات التي أعرفها عن المرض، حصلت عليها من مشاهدة التلفزيون البنغلاديشي، وليس من خلال نشرات بلغتي في السعودية». ولا يبدو على عبد الرحمن أي قلق، وقال :«الطبيب في التلفزيون قال، إن المرض غير خطير، ونصحنا بأن نبقى في غرفة منعزلة في المنزل إذا تعرضنا للمرض، ونضع الكمامات إذا كان أحد أفراد العائلة مريضاً». وفيما اتبع عبد الرحمن نصائح طبيب التلفزيون البنغلاديشي، ركز أريكس، فلبيني الجنسية، على مواقع الانترنت الناطقة باللغة الانكليزية، وتعرف على المرض وأعراضه، ونفى معرفته بوجود مطويات باللغة الانكليزية «لم أحصل على معلومات هنا، كل معلوماتي استقيتها من مواقع انكليزية». وظهر أن الأمر الوحيد الذي تعرف من خلاله على المرض في السعودية، كان من طريق «الصور في الصحف»، موضحاً «حين أرى صورة رجل يرتدي كمامة، أعرف أن الموضوع عن المرض»، ولم يخطر في فكره أن الصورة ربما تكون لأمر آخر، ولكن «إذا لم تكن لمرض الأنفلونزا، فلماذا هي منشورة في الصحف؟. ووضعت وزارة الصحة على موقعها في الانترنت رابطاً، خصصته لمتابعة أنشطة الوزارة الوقائية من «أنفلونزا الخنازير»، ووضع الرابط في منتصف الصفحة الرئيسة، إلا أنه باللغة العربية، ويعود السبب إلى أن «صفحة الموقع باللغة الانكليزية ما زالت تحت التطوير»، وافترضت الوزارة زيارة غير العرب لصفحتها الانكليزية، ما دعاها إلى وضع «رابط باللغة الانكليزية، يحوي معلومات عن المرض وعن خطة الوزارة الوقائية».