المملكة تختتم مشاركتها في المنتدى الحضري العالمي wuf12 بالقاهرة    فان نيستلروي فخور بمسيرته كمدرب مؤقت مع يونايتد ويتمنى الاستمرار    النصر يتغلّب على الرياض بهدف في دوري روشن للمحترفين    القبض على شخص بمنطقة الجوف لترويجه مادة الحشيش المخدر    مدرب الأخضر يضم محمد القحطاني ويستبعد سالم الدوسري وعبدالإله المالكي    الهلال: الأشعة أوضحت تعرض سالم الدوسري لإصابة في مفصل القدم    المملكة تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي في الاجتماع الوزاري لدول مجموعة العشرين بالبرازيل    حائل: القبض على شخص لترويجه أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    إطلاق النسخة التجريبية من "سارة" المرشدة الذكية للسياحة السعودية    ممثل رئيس إندونيسيا يصل الرياض    انطلاق أعمال ملتقى الترجمة الدولي 2024 في الرياض    زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب جنوبي تشيلي    ترقية بدر آل سالم إلى المرتبة الثامنة بأمانة جازان    جمعية الدعوة في العالية تنفذ برنامج العمرة    «سدايا» تفتح باب التسجيل في معسكر هندسة البيانات    الأسهم الاسيوية تتراجع مع تحول التركيز إلى التحفيز الصيني    انطلاق «ملتقى القلب» في الرياض.. والصحة: جودة خدمات المرضى عالية    تقرير أممي يفضح إسرائيل: ما يحدث في غزة حرب إبادة    خطيب المسجد النبوي: الغيبة ذكُر أخاك بما يَشِينه وتَعِيبه بما فيه    فرع هيئة الهلال الأحمر بعسير في زيارة ل"بر أبها"    بطلة عام 2023 تودّع نهائيات رابطة محترفات التنس.. وقمة مرتقبة تجمع سابالينكا بكوكو جوف    رفع الإيقاف عن 50 مليون متر مربع من أراضي شمال الرياض ومشروع تطوير المربع الجديد    أمانة الطائف تجهز أكثر من 200 حديقة عامة لاستقبال الزوار في الإجازة    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    خطيب المسجد الحرام: من صفات أولي الألباب الحميدة صلة الأرحام والإحسان إليهم    في أول قرار لترمب.. المرأة الحديدية تقود موظفي البيت الأبيض    دراسة صينية: علاقة بين الارتجاع المريئي وضغط الدم    5 طرق للتخلص من النعاس    «مهاجمون حُراس»    حسم «الصراعات» وعقد «الصفقات»    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    ما سطر في صفحات الكتمان    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    لحظات ماتعة    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    حديقة ثلجية    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    الأزرق في حضن نيمار    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سكوب: أسرتي لاتصدق أنني بخير في صنعاء
نشر في الحياة يوم 07 - 12 - 2014

«أود العودة إلى بلادي، ولكنني ملتزم بعقدي»، كلمات فاضت من صدر مدرب منتخب اليمن، الصربي ميروسلاف سكوب بعد قبوله عرض التدريب، قبل أن يكتشف أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة في الأراضي اليمنية، وبيّن سكوب أنه مدرب محترف، ولذلك فمبادئه تجبره على الالتزام الكامل مهما كانت الظروف، وشرح الصربي ما يشعر به كاشفاً أن أسرته لا تُصدقه دائماً عندما يخبرهم أنه بصحة جيدة، خصوصاً حينما يشاهدون ما يحدث في اليمن في نشرات الأخبار.
وبدا سكوب ممتعضاً من تواضع الدوري اليمني، مؤكداً أنه يعتقد في بعض الأحيان أنهم يلعبون رياضة غير كرة القدم، وشدد على أن نوعية اللاعب اليمني في حاجة إلى تطوير كبير، وعلى الأقل عرض مباراة «رغبي» حتى يتفهمون معاني اللعب الرجولي، في المقابل امتدح أداء لاعبي المنتخب في البطولة، موضحاً أنه لم يكن يعتقد على الإطلاق أن يظهر المنتخب بالمظهر الذي بدا عليه في «خليجي 22»، كما تساءل عن أسباب غياب المنتخبات العربية عن نصف نهائي كأس العالم، ثم استطرد أنه يعتقد أن السبب هو تواضع العقلية والانهزامية. مواضيع أكثر تطرق إليها المدرب الصربي، وملفات كشفها للمرة الأولى عبر حوار أجرته معه «الحياة»، فإلى التفاصيل:
كيف سارت المفاوضات بينك وبين الاتحاد اليمني؟
- القضية بالنسبة إليَّ بصفتي مدرباً تتعلق بالعرض والطلب، أنا لا أستطيع أنا أختار الوجهة التي سأذهب إليها؛ لأنني لست في موضع صاحب قرار، فأنا في موضع متلقي العروض، ومن ثم فعندما يأتيك عرض من أي جهة مهتمة بعملك فأنت تناقشه وتفكر فيه وتتخذ قرارك من خلال الوجهات المحددة التي تلقيتها.
ماذا عن مسيرتك ؟
- دربت في 90 مباراة دولية، لكنها تجربتي الأولى مدرباً لمنتخب أول، عملت مند 2005، والبداية مع الاتحاد التشيخي لتدريب المنتخبات من الفئات العمرية تحت سن 17 و19 و21 عاماً، وشاركت مرتين في نهائيات كأس العالم تحت 20 عاماً في 2007 في كندا مع المنتخب التشيخي، وحللنا حينها في المركز الثاني بعد الأرجنتين صاحبة اللقب في حينه، وكان من يمثل الأرجنتين أغويرو وموراليس، وأيضاً كان من الممكن أن يكون ميسي من ضمن ذلك المنتخب، وبعد ذلك تلقيت عرضاً من الاتحاد المصري؛ لإعداد المنتخب المصري تحت 20 عاماً لبطولة كأس العالم 2009 التي استضافتها مصر، وكان في المجموعة التي لعبت فيها مصر كل من إيطاليا وباراغواي وترينداد وتوباغو، ونجحتُ في التأهل إلى المرحلة اللاحقة، وخسرنا أمام المنتخب الكوستاريكي في دور ال 8، علماً أن المنتخب الكوستاريكي حينها لعب في نصف النهائي، ولو لاحظت في كأس العالم الأخيرة في البرازيل ستجد أن المنتخب الكوستاريكي قدم عروضاً لافتة، وللمعلومية فمن يمثلون المنتخب الكوستاريكي الحالي كثير منهم كان يلعب في المنتخب الذي لعب كأس العالم تحت 20 عاماً في مصر، تقريباً 6 إلى 7 لاعبين من المنتخب الأساسي.
هل تعني أن من نشاهدهم غالباً هم ممثلو المنتخبات السنية سوياً؟
- دائماً القاعدة الأساسية أن المنتخب الذي يمتلك جيلاً شاباً مميزاً تحت سن20 عاماً يقدم منتخباً أول مميزاً وينجح في تحقيق ألقاب ونتائج مميزة، لاحظ أن المنتخب الإسباني الذهبي من 20 لاعباً 16 تقريباً لعبوا بشكل متواصل بعضهم مع بعض، منذ منتخب تحت سن 16 عاماً، وفازوا بكل شيء، جيل شاب مميز يواصل تميزه ونجاحاته لاحقاً.
وأنا أرى أن القائمين على الاتحاد الإسباني عملوا بشكل احترافي ونظامي ومتواصل وحصدوا نتائج عملهم.
إريغو ساكي قال لي مرة إن المنتخبات التي تفوز بالألقاب هي التي تلعب مباريات كثيرة سوياً؟
- معظم الاتحادات لديها مدربون من مدارس وجنسيات مختلفة في كل فئة تحت سن 17 عاماً مدرباً، و19 عاماً مدرباً و21 مدرباً آخر، ومن ثم يتخرج مجموعة من تحت سن 17 عاماً ويأتي المدرب تحت سن 19 ويختار آخرين غيرهم، ومن ثم يأتي تحت سن 21 ويختار غيرهم فلا تتحقق معادلة العمل المتواصل، وهذا لم يحدث مع المنتخبات الإسبانية التي عملت بشكل منظم ومرتب ومدروس؛ ليصل الأميز من المجموعة ذاتها إلى مراحل متقدمة، فجاء تنقل اللاعبين بشكل متسلسل ومنظم، وليس بشكل متغير، كما حدث مع غيرهم.
هناك مدير للأكاديمية للفئات العمرية ينسق ويرتب وينظم ويعطي التقارير لضمان البناء المتواصل المنظم.
.. ألم يجعلك الوضع السياسي تتردد في قبول العرض؟
- الوضع بالنسبة إلي صعب في اليمن، فكل شخص عاش في أوروبا، سيجد اختلافات جوهرية على أصعدة متعددة، وحتى الحصول على معلومات حول البلد لم يكن سهلاً، فأنت تحصل على معلومات عن طريق الإنترنت، وبعضها من التليفزيون، وأنا ليس لدي أصدقاء في اليمن لأسألهم عن الوضع، فبعض زملائي في مصر حدثوني عن الوضع السياسي والصراع، لكن في المجمل كانت المعلومات قليلة، مثلاً بعض قال لي إن الوضع الحالي موقت، وستعود الأمور إلى الهدوء، في النهاية قررت أن آتي شخصياً إلى البلد؛ للوقوف على الوضع بنفسي وأشاهد ما يحدث.
وماذا عن رأي عائلتك؟
- أنا مدرب أعشق هذه المهنة، فعندما قيل لي إن العرض هو للمنتخب الأول، وإنني سأكون مسؤولاً عن إعداده لبطولة الخليج، هذا الأمر جعلني أفكر بالعرض، وأنا أدرب من 1995، ومنذ تلك الفترة وأنا أعمل في هذه المهنة، وأتنقل من بلد إلى آخر، وأنا مدرب محترف، وزوجتي تأقلمت على ظروفي، عشت سنة ونصف السنة في مصر، وعملت على بعد 350 كيلومتراً من مدينتي، وكنت أعود للمنزل مرة واحدة أسبوعياً. عائلتي تدعم مهنتي وقراراتي.
كيف كانت تجربتك في مصر؟
- الوضع السياسي في مصر حينها كان هادئاً، لم تكن هناك مشكلات سياسية.
كيف وجدت الوضع حالياً؟
- لم يعجبني ما حدث في مصر، وبصراحة لا أود الحديث عنه؛ لأنني لم أفهم الوضع بشكل واضح، فالمسألة غامضة بالنسبة إلي. في بلادي أيضاً هناك تعقيدات سياسية، لكنها لم تتجاوز حدودها، إذا فاز حزب عن طريق الانتخابات فيجب أن يكون في البرلمان 4 أعوام؛ لأن هذا هو قرار المنتخبين، يجب أن نقوم بالمشاركة في الانتخابات، وإذا اخترناها يجب أن نحترم النتائج.
لا أعرف الوضع في العالم العربي جيداً، ولا يحق لي الحديث عما لا أدرك أبعاده جيداً؛ لأنني لا أعرف التفاصيل، وفي العموم أنا كنت مهتماً بإعداد المنتخب اليمني؛ للمشاركة في كأس الخليج، ومن ثم كل ما كان يحدث حولي كان يؤثر في مرحلة الإعداد، فأحياناً تتعطل البرامج التدريبية بسبب الظروف الحاصلة بسبب الثورة، فأحياناً المنطقة التي حول الملعب يتم إغلاقها لوجود مظاهرات، وعليه لا نستطيع أن نقيم التدريبات في الموعد المحدد.
وتخيل أننا لا نستطيع أن نذهب إلى الملعب ولا إلى المقر الرئيس للاتحاد اليمني ولا حتى إلى المطار.
أحياناً أتلقى اتصالات من والدتي وزوجتي يسألانني ماذا يحدث في اليمن وهل أنت سليم؟ والسبب يكون أنهما شاهدتا على شاشة «سي إن إن» مشاهد عن التفجيرات في صنعاء، وأقول لهم دوماً إنني في حال جيدة، لكنهما في الغالب لا تصدقاني.
يعتقدونك كاذباً؟
- نعم.
وكيف تحافظ على تركيز لاعبيك وتركيزك في ظل هذه الأوضاع؟
- يجب أن تعرف أنك عندما تعيش في اليمن 15 و20 عاماً وتشاهد الوضع يومياً، ربما يكون الأمر لك اعتيادياً، ربما اللاعبون لا يتأثرون بما يحدث إلا في حال كان لديهم منازل أو عائلات في منطقة صراع يكونون تحت الضغط.
إذاً، هم يعيشون في حال طبيعية؟
- لا أعرف إن كان الأمر طبيعياً أم لا، بالنسبة إليهم، لكن أنا متأكد أن اللاعبين ليسوا سعداء تماماً بما يحدث، إلا أنهم يستطيعون التركيز بشكل جيد، وأفضل مني بالطبع، لأنه بالنسبة إلي ما يحدث هو حرب. فهو ليس طبيعياً، فمشاهدة أناس يحملون الأسلحة والكلاشنكوف ويطلقون الرصاص يعني أن هناك حرباً، حتى وإن قالوا لي إن الأمر طبيعي.
ماذا عن يومك الأول في صنعاء؟
- ليس اليوم الأول، الأسابيع الأولى كلها كانت صعبة، أنا أتعامل بطريقة احترافية فإذا تلقيت عرضاً ووافقت عليه فهذا يعني أنني سألتزم به حتى نهايته.
ماذا عن تفكيرك حالياً؟
- لن أخفى عليك أنني أود أن أرحل إلى بلادي، لكنني مدرب محترف، وأحترم العقد الذي وقعته مع الاتحاد اليمني، وسألتزم به طالما هم ملتزمون به، وهنا يجب أن تتذكر أنه كان لديَّ الفرصة لعدم توقيع العقد في مرحلة العرض والمناقشة، لكنني في النهاية وقّعت العقد، ومن ثم سأحترم قراري وسألتزم به.
اعتقدت بأن الأوضاع من الممكن أن تسير إلى هدوء أكبر فأنا حضرت هنا في أيار (مايو)، الكل كان يقول لي أن لدينا مشكلات، لكنها لم تكن إلى هذه المرحلة، في حزيران (يونيو) حصلت هناك أحداث أكبر، وأنا لا ألوم أحداً، ففي مايو لم يكن أحد يستطيع أن يعلم إلى أي اتجاه ستصير الأمور بما فيها أعضاء الاتحاد اليمني.
عندما كنت تستعد لدورة الخليج.. هل كنت تعتقد بأنك ستقدم هذه المستويات؟
- سأكون صريحاً وأقول لك: لا، لم أتوقع ذلك، أنا أعرف مستويات المنتخبات المشاركة، وتابعتها في مباريات عدة، وموقعها في تصنيف «فيفا» مرتفع جداً، مثل السعودية وعمان والإمارات، فعمان مثلاً لعبت أمام أستراليا والنتيجة كانت هدفاً من دون رد، وعمان لعبت بمستوى رفيع أمام الأورغواي، وأنا أسألك الآن: من هو المنتخب الأقل من المنتخب اليمني في تصنيف «فيفا»؟ لن تعرف، ربما لا تعرف أن اليمن لديه كرة قدم، لكن مستوى المنتخب اليمني بالمقارنة بالبقية الأمور صعبة.
لكن يجب أن أقول لك شيئاً: ما قلته لك عن التصنيف والمستوى هو التفكير السلبي الذي لا أفكر به؟ أنا نظرت إلى الأمر من زاوية إيجابية، وهو أنني أستطيع أن أفعل شيئاً؛ لتحسين وضع هذا المنتخب وتغيير موقعه في التصنيف إلى مركز أفضل.
كيف وجدت مستوى البطولة؟
- أنا من أوروبا، وعملت سنوات عدة في ألمانيا، إذا شاهدت البوندسيلغا أو البريميرليغ وكيف تلعب الفرق بطريقة هجومية؛ لإحراز الأهداف ستشاهد أداء رائعاً وممتعاً وسريعاً، في الخليج هناك سرعة في اللعب، لكن لا أعتقد أن ذهنية اللاعبين هناك تسعى إلى إحراز الأهداف؛ لأنني إذا أردت إحراز الأهداف يجب أن ألعب بطريقة هجومية، إذا كان هناك 600 تمريرة صحيحة فهذا مجرد إحصاء وليس نتيجة، المباراة الجيدة هي التي تشاهد فيها أهدافاً، مثل مباراة عمان أمام الكويت، مباراة جميلة للمتابعين، فكرة القدم تدور حول الأهداف وليس التمريرات.
ما رأيك في كرة القدم العربية؟
- أعتقد بأن مباريات كثيرة في المنطقة العربية تحديداً تلعب بطريقة آمنة، تعتمد على أن الأهم هو أن لا يلج أي هدف إلى مرماك، وعندها ربما تنجح في إحراز هدف، ومن ثم تحافظ عليه، بالنسبة إلي هذا تفكير وطريقة سلبية.
هل تقصد أن الفكر التدريبي خاطئ في المنطقة العربية؟
- دعني أقول لك شيئاً: هناك قاعدة تقول إن الفريق الذي يحرز الهدف الأول غالباً لا يخسر، 70 في المئة من الحالات تفوز، هناك طريقتان في تفكير المدربين، الأولى سلبية حين يقول مدرب للاعبين: دعونا نؤمِّن وضعنا، ويجب ألا نتلقى أي هدف، ونحاول أن نحرز هدفاً، المدرب الثاني الإيجابي الذي يحث على إحراز الهدف الأول ليكون في وضعية أفضل تساعده على الفوز.
أعتقد بأن هذه هي المشكلة هنا، المدرب في إنكلترا وألمانيا يبحث عن الهدف من أول دقيقة، وإذا تحقق له هدف آخر يبحث عن الثالث والرابع، ليس هناك مجال للتوقف والراحة؛ لأننا حققنا أهدافاً كثيرة، يجب أن تكون هناك دافعية لإحراز أي أهداف ممكنة.
تتحدث عن الطريقة الهجومية بينما لعبت أنت بطريقة دفاعية حتى إن مدرب قطر جمال بلماضي قال إننا لعبنا أمام 11 مدافعاً؟
- ما قاله مدرب قطر لا يعنيني، لكنني سأسأل: لو لعبت قطر أمام ألمانيا كيف سيكون الوضع؟ نحن نقع في تصنيف «فيفا» بعد قطر ب80 مركزاً.
هل تقصد أنه لو لعب أمام ألمانيا، فسيلعب بطريقتك الدفاعية؟
- أنا لم أقل للاعبي بأن يبقوا في الخطوط الخلفية وألا يهاجموا، لكن المنتخب القطري منتخب قوي، لم يكن قراري لكن ظروف المباراة جعلت اللاعبين يلعبون بطريقة دفاعية لمواجهة الأداء الهجومي القطري.
على صعيد المهارات الفردية والأداء العام المنتخب القطري أفضل بكثير، كنت سأكون سعيداً لو انطلق اللاعبون باتجاه الهجوم وحثثتهم على ذلك، وما حدث أمام قطر هو ما واجهناه أمام السعودية، وربما كان الوضع أقل صعوبة أمام البحرين.
لماذا لم يحرز الاهداف؟
- وجه هذا السؤال للسيد جمال بلماضي.
من وجهة نظرك أنت؟
- أعتقد أنه لم يحضر لاعبيه للعب بطريقة هجومية تتناسب مع وضعية هذه المباراة... عندما تلعب السعودية مع قطر يجب أن أفكر في الامكانيات وتغيير اسلوبي وطريقتي، فلا يجب أن العب كل المباريات بنفس الأسلوب.
الجميع يفكر في كأس آسيا إلا اليمن؟ هل كان هذا عاملاً مساعداً لكم؟
- لا أعرف إن كانت هذه نقطة إيجابية بالنسبة لليمن... لكن أدرك أن بطولة الخليج تحتل أهمية كبيرة وشهرة عريضة، أفهم أن الفريق الذي تأهل إلى كأس آسيا فإن هذه الدورة تحضير أولى لكأس آسيا، لكني أعتقد أنه إذا وصل الفريق إلى الرياض فيجب أن يفكر في النجاح، ويجب أن تلاحظ أن الاتحاد البحريني أقال مدربه لأنهم لم يكونوا سعداء من ادءه ونتائجة في الخليج، ليس من الاحترافية أن تفكر في دورة مثل دورة الخليج على أنها إعداد.
في مباراتين حصلت على نقطتين.... هل فكرت في إمكانية التأهل إلى الدوري الثاني؟
- اطلاقا، وبصراحة لم أتوقع الحضور الجماهيري اليمني.
هل كان عاملاً مساعدا؟
- رائعاً، ومنحونا دافعاً معنوياً كبيراً، صدقني إذا لعبت مباريات جاذبة دوماً ستجد الجماهير معك، الجمهور يبحث ويتحدث عن جاذبية اللعب والاداء.
وماذا عن جماهير السعودية؟
- كنت أتمنى أن يتملىء المدرجات أمام السعودية بالمشجعين لكن ذلك لم يحدث.
لماذا؟
- لا أعرف.. لكنني سمعت ان الجماهير لا تدعم المدرب... في كل الأحوال وبغض النظر عن المسببات والظروف فهذا وضع غير مريح ..
كيف ترَ المنتخبات؟
- لا أعرف لكنني أعتقد أن المستويات متقاربة والمنافسة كانت حادة.
تعتبر النتيجة أمام السعودية جيدة على رغم الخسارة؟
- لو لعبت السعودية أمام المانيا وخسرت بهدف من دون رد لأعتبرنا جميعاً النتيجة جيدة، على صعيد الامكانات والقدرات فالمنتخب السعودي وعمان وغيرها منتخبات تعتمد على كوادر فنية وطبية مؤهلة تاهيل عالي واحترافية.
كيف ترى الدوري اليمني؟
- يجب أن أقول أنه سيء، حضور جماهير ضعيف، الملعب غير جيد، وبصراحة: ما أشاهده هناك ليس كرة قدم وأنما رياضة أخرى، أنها تمريرات للكرة بين اللاعبين، أحياناً الطبيب يتحرك أكثر من اللاعبين بسبب وجود اصابة كل 5 دقائق، لم أحب ذلك، كرة القدم لعبة تتطلب الاحتكاك فاذا تعرضت لتلامس من أي لاعب وسقطت متألماً على الارض فهذا أمر غير جيد... لاعب كرة القدم ليس عداءاً، لو كنت مدرباً لهؤلاء اللاعبين لذهبت بهم للعب الركبي... حتى يرون ويشاهدون ويغيرون من نمط تفكيرهم.
هل تعتقد أن اللاعبين العرب لديهم هذا النمط؟
- أعتقد ان الحل بسيط... خذ اللاعبين وأمنحهم فرصة للتدريب لاسبوع واحد فقط في الدوري الانكليزي... وسترى النتائج.... فالمشجعين لأي نادي انكليزي سيصفرون ضد لاعبهم استهجاناً لو سقط من احتكاك بسيط... لأنه حتى مشجعيه لن يعجبهم هذا التصرف.
أحياناً المشجعين يسعدون لو فاز الفريق من ركلة جزءا جاءت عن طريق التمثيل؟
- لا ... أبداً... عندما كنت في الاتحاد التشيخي أبلغت اللاعبين أنني لو أكتشفت ان اللاعب قام بالتمثيل وحصل على ركلة جزاء غير صحيحة فسأبعده.
كيف شاهدت اللاعبين في المنطقة العربية؟
- سؤالي لك: لماذا حتى الآن لم نشاهد منتخباً عربياً في نصف نهائي كأس العالم؟
لماذا؟
- هذا سؤالي؟ هل أنتم لا تملكون لاعبين ومواهب جيدة؟ لا .... هل لا تملكون لياقة جيدة؟ لا ... هل لا تمتلكون تنظيماً داخل الملعب؟ الجواب أيضاً لا.... إذا ما هي المشكلة؟ أعتقد أن المشكلة نفسية في عقول الاعبين...لانهم اللاعبين الذين لديهم تفكير خاطىء لا ينجحون... لماذا يلعب الالمان بطريقة ثابتة خطوة بخطوة حتى النهائي؟ لانهم يفكرون في كل مباراة بتركيز شديد... ولا ينظرون لمباراة أو أخرى بطريقة خاطئة ... لا يفكرون في العقود والجماهير وغيرها فالتركيز ينصب على الملعب.. أحياناً في السعودية والامارات يلعبون بشكل جيد. في دور المجموعات..... لكن في النهاية لا يصلون... لانهم يفقدون أنفسهم وتركيزهم بعد إنتصارات عدة ويعتقدون ان الامور باتت سهلة... أو يفكرون في امور أخرى ويختل تركيزهم مثلما حدث للمنتخب اليمني أمام السعودية...فالمكافآت والسيارات كانت سلبية.. تخيل أنك لاعب في ال 20 من عمرك ولا تمتلك الكثير ويأتي أحدهم ليحدثك أنك بعد كاس الخليج ستنال سيارة جديدة، فكيف ستفكر، ستفتقد التركيز ... وستفكر في الملعب في أنك ستفقد فرصة الحصول على السيارة؟ ستكون تحت ضغوط... وهنا سيفكر اللاعبون في أمور اخرى ولن يتبعوا تعليمات المدرب بشكل دقيق .. هذه مشكلة.
هذا الوضع في كل مكان... وليس أمراً متعلقاً بالعرب؟
- في الدول الأخرى ينجحون في عزل اللاعبين بشكل جيد، وليس كما يحدث هنا، يجب إعداد اللاعبين نفسياً للتعامل مع الضغوط والنجاحات، كل الفرق في بطولات العالمية تحرص على إبعاد لاعبيها عن الاضواء وتجحز فنادق صغيرة لعزل اللاعبين.
ليست أزمة عربية ولكنها عالمية؟
- لكن لا أدرى إن كان هناك إعداد لهذه الظروف لدى المنتخبات العربية، لا أعلم، في الدول العربية هناك قدرات كروية وفنية رفيعه، سادعك تتصور الأمر معي، في الدوريات الأوربية لاعبون أفارقة يشكلون فارقاً مع فرقهم ويعتبرون نجوماً في منافسات قوية ومتكنة، وعندما يأتون يلعبون في المنتخبات الوطنية الافريقية في كأس العالم لا يحققون الكثير... فكر واسال نفسك: لماذا؟ ... أزمة اللعب الجماعي... بعض اللاعبين العرب لا يحترمون أنهم يجب أن يلعبون كمجموعة، لا يمتلكون مهارات اللعب الجماعي ويحرصون على إبراز أنفسهم كأفراد ليجددون عقودهم بمالغ أكبر، لا أعيش هنا حتى أعطي حلول شاملة أو تقييم موسع لكن هذا تصوري.
متى ينتهي عقدك؟
- في نهاية شهر مايو.
* هل ستستمر ؟
- لا أفكر في المستقبل كثيراً، وعموماً عقدي لا يزال ساري حالياً ولا اريد التفكير في امور أخرى.
وهل تفكر في الاستمرار؟
- بصراحة الوضع مختلف في اليمن، وأسلوب المعيشة مختلف عما تعودت عليه، أنا مدرب طموح وابحث عن النجاح، لكنني اريد فريق طموح، وكذلك اتحاد طموح، يجب أن أعرف ان الجميع يعشق كرة القدم ويسعى لتطويرها ليس يتحدثون عن ذلك ولا يقدمون شيئاً، لا اتحدث عن المال وأنما الرغبة، وأيضاً مستوى معيشى طبيعي حتى أستطيع أن أحضر عائلتي لتعيش معي، للاسف حالياً أتواصل مع عائلتي بال «سكايبي». حاولت دعوتها ولم تستطع الحضور، المعيشة في صنعاء بالنسبة لي غير طبيعية.
كيف ترى فرص المنتخبات الخليجية ال 7 في كاس آسيا؟
- أعتقد أن دورة الخليج أعطت فرصة للمنتخبات الخليجية لتحسين أوضاعها... دورة الخليج ليست بطولة ودية... هذه مباريات تخضع لتغطية جماهيرية واعلامية كبيرة ... كل العالم يتابعها ... هناك ناس في اوروبا يتابعونها.
البعض لا يريدون استمرارها؟
- اعتقد أن الدورة لديها تاريخ عريق ... والكثير يتحدثون عنها، ومنهم صديقي ميلان ماتشالا، اعتقد اللاعبون يحتاجون بطولات، فكرتي: لماذا لا تكون للاولمبين تحت 21 عاماً، في تولوز في فرنسا هناك بطولة شهيرة وعريقة، وكثيرون من اللاعبون بدأوا حياتهم المهنية منها.
وماذا عن المتابعة الجماهيرية؟
- كنت في كأس العالم للشباب في بطولتين عالمييتن 75 ألف مشجع في الاسكندرية وكانت تحت 21 عاماً، وكل وسائل الاعلام موجودة وكأننا في كاس العالم، المسالة كيف تقدم البطولة وكيف تقدم كرة القدم، اذا كان لدى الجماهير معلومات خاطئة وامور سيئة، لكن اذا شاهدوا تقديم جيد للبطولة سيحضرون.
اذا قرأت الجماهير أن المدرب يكره لاعبين وأن هناك لاعبين يكرهون المدرب، لا إدرى إن كانت الجماهير ستحضر.
وماذا عن مدرب السعودية؟ هناك من يريد اقالته؟
- كما قلت لك يجب أن يدعمك الجميع عندما تكون مدرباً ويبذل كل جهد من أجل أن تنجح.
وكيف رايت مستوى المنتخب السعودي الاول؟
- كنت في الملعب في المباراة الأولى لانها كانت في مجموعتنا...الفريقين لم يكونا يريدان الفوز ولذلك لم يكن اللعب جذاباً.. لكن المستوى كان مختلف في المباريات اللاحقة ... كان المستوى رفيعاً امام البحرين وبقية المباريات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.