أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أن الشراكة التي تجمع الهيئة ووزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بالأمانات والبلديات في المناطق أسهمت في إحداث نقلة في الحفاظ على التراث العمراني وتطويره واستثماره، من خلال المشاريع المشتركة، واصفاً تلك الشراكة بالإيجابية والفاعلة، مبيناً أن البلديات أصبحت تهتم بترميم مباني التراث نظراً إلى أهميتها التاريخية والاقتصادية، بعد أن كانت تقوم بهدمها في السابق. وأوضح خلال ورشة عمل «تجارب البلديات في المحافظة على مواقع التراث العمراني الوطني وتنميته»، ضمن ملتقى التراث العمراني الرابع المقام حالياً في عسير، بمشاركة عدد من مسؤولي الأمانات والبلديات في مختلف مناطق المملكة، أن هناك مجموعة من الخطوات التي تتبعها الهيئة لترميم المباني التراثية، منها الاتفاق مع أصحاب المباني على تسلّم مبانيهم ونقل ملكيتها إلى الهيئة من 20 إلى 25 عاماً لترميمها وإعادة استخدامها. وأضاف: «أفضل طريقة لإحياء المباني التراثية وتشجيع الأهالي على ترميمها واستثمارها أن تقوم الدولة بإحياء المناطق المحيطة بها، وترفع القيمة المعنوية والمالية، وهذا يحدث في كثير من دول العالم، وفي جدة التاريخية والهفوف تقدّم الدولة البنية التحتية والشوارع وإيصال الخدمات وتحسّن وضع المباني، والهيئة الآن في مرحلة تاريخية في استعادة التراث الوطني، بعد أعوام من التعدي على مبانيه، بحكم أنه آيل للسقوط، وهي الكلمة التي اندثرت وانتهت، ولا يحق لأي شخص كان أن يفعل ذلك بعد صدور الأوامر الصريحة عن الدولة بمنع ذلك». منوهاً بأن كثيراً من أهالي قرى منطقة عسير وغيرها لديهم وعي بأهمية ما تقوم به الهيئة، ويطالبون باعتماد المشاريع لتأهيل وتطوير قراهم. من جهته، أكد أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس خالد طاهر أن قرار نظام التراث العمراني والآثار والمتاحف أنهى التداخل في الأدوار بين البلديات والسياحة، موضّحاً أن الأمانة بدأت في البناء المؤسسي بوضع جهة مسؤولة عن التراث العمراني تابعة لوكالة الدراسات، وأنها نجحت في بلورة عدد من المشاريع في هذا المجال على أرض الواقع بقيمة تصل إلى 900 مليون ريال، إضافة إلى إعداد واجهات تراثية على مباني الجهات الحكومية الراغبة، مشدداً على أهمية الحفاظ على التراث العمراني باعتباره هوية معمارية يجب الالتزام بها. فيما نوّه أمين منطقة القصيم صالح الأحمد بأن أمانته مسهمة وداعمة للحفاظ على التراث العمراني، ونفذت مشاريع في هذا المجال بقيمة تزيد عن 180 مليون ريال، إلى جانب إنشاء وحدة مختصة، وتنفيذ عدد من المهرجانات التي تحكي التراث العمراني. وأضاف: «أمانة القصيم تعمل شريكاً مع الهيئة في كل المشاريع، فأواسط بريدة وعنيزة والمذنب كلها كانت تحكي طابع التراث العمراني». وأفاد أمين منطقة نجران المهندس فارس الشفق، بوجود مشكلات في تخطيط المدن والمحافظات والمراكز، مشدداً على أن التراث العمراني هو ذاكرة المدينة وطريقة عيش أهاليها وإرث حضاري وثقافي يجب أن يبقى، مستعرضاً عشرات المشاريع في نجران التي تحاكي الطابع العمراني للمدينة مثل الوادي والبوابة ومباني البلديات والمراكز الحضارية وعدد من الأسواق سواء القديمة أم الحديثة، إضافة إلى مشاريع التأهيل والتطوير للأماكن التاريخية مثل قصر الإمارة وسور الأخدود وقصر العان وقرية العان وقرية آل منجم، ساحة العلم والميدان العام. بدوره، ذكر أمين محافظة الأحساء عادل الملحم أن دخول وسط الهفوف إلى المواقع العالمية في منظمة «يونسكو» يعتبر بمثابة الحمل الجديد، كاشفاً عن مشروع ضخم لتطوير وسط الهفوف بعد دخوله قائمة التراث العالمي، مبيناً أن الأمانة حريصة على استكمال البنية التحتية لجميع مواقع التراث، لافتاً إلى أن هذه المنطقة جديرة بالتسجيل في لائحة التراث العمراني، وما زالت تحتفظ بالنسيج العمراني التراثي القديم.