55 عاماً هو عمر الدمية «باربي» التي وُلدت في مارس 1959 بعد أن رأت منتجتها روث هاندلر أن ابنتها باربرا تتعامل مع عرائسها المصنوعة من ورق على أنها شخصيات كبيرة، وفي ذلك الوقت كانت معظم العرائسعلى شكل أطفال صغار، حينها أدركت هاندلر الحاجة لإنتاج دمية «بالغة»، لتقترح على زوجها إليوت - شريك في شركة ماتيل للألعاب - فكرة تصميم عروسة بجسد امرأة، لتصنع «باربي» مرتدية ملابس سباحة «مايوه» مخطط باللونين الأبيض والأسود، ومنذ ذلك الوقت، بيعت نحو بليون قطعة ثياب جاهزة ل 75 شخصية «باربي». وخلال ال55 عاماً الماضية أثارت «باربي» العديد من الخلافات حولها والدعاوى القضائية، كما أنها مُنعت من دخول بعض البلدان، فيما حاولت بلدان عربية تقديم إنتاج محلي بديل ل«باربي»، ما جعل شركة «ماتل» المنتجة لها تعمل على تحديث صورتها وتصمم ملابس جديدة لها مثل ارتدائها ل«النقاب» وذلك لإنعاش المبيعات التي تراجعت بنسبة ستة في المئة عام 2013، وبما أن للعمر أحكامه، فقد تراجع اهتمام الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين ثلاثة و10 أعوام بدمية «باربي» إذ أصبحت بنظرهن حسب صحيفة «لوفيغارو» عجوزاً ترتدي ملابس تقليدية، خصوصاً بعد ظهورها في إعلانات لعيادات التجميل وهي تروج لحقن «البوتوكس» كمضاد للتجاعيد. «باربي» المسنة في مواجهة «فلة» الشابة فتاة عمرها 16 عاماً، ملامحها عربية فالشعر أسود اللون والعيون بنيّة داكنة والبشرة مائلة للسمرة بتقاسيم وجه شرقي، مع غطاء ل«عورة» الجسم بلباس داخلي لا يظهر المفاتن!، هذه هي مواصفات الدمية العربية «فُلة» التي أُنتجت في 2003 كبديل عربي للدمية الشقراء «باربي» ذات العيون الملونة والملابس «السافرة» والتي لديها «بوي فريند» اسمه «كين» على عكس «فلة» التي يرافقها أخوين، والتي يقول مبتكرها منار طرابيشي أنه يجب على الفتاة العربية المسلمة أن تتربى عليها. روجت الشركة المنتجة «نيو بوي» للدمية «فُلة» في القنوات «المحافظة» وهي تستيقظ فجراً، لترتب سريرها ثم تتوضأ وتصلي، وتبدأ نهارها بترتيب بيت أسرتها وتسقي الزهور، قبل الذهاب إلى المدرسة بالعباءة برفقة أخويها «نور» و «بدر»، ما لاقى إعجاب «المحافظين» الذين يشكلون نسبة كبيرة في الدول العربية وخصوصاً في السعودية، إذ فاقت مبيعاتها في العامين الأولين من ميلادها 80 في المئة أكثر من المنتجات الأخرى التي تحمل شخصيات مثل «باربي»، في حين انخفضت مبيعات الأخيرة بشكل كبير وبنسبة تزيد عن ال90 في المئة من الأعوام الماضية. لكن في المقابل لم تجد «فُلة» ترحيباً في دولة عربية أخرى، إذ أطلقت السلطات التونسية في زمن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي حملة لمداهمات المحلات التي تبيع «فُلة»، وذلك بدعوى أنها تشجع الفتيات الصغيرات على ارتداء الحجاب، والذي تحاربه حكومة تونس السابقة بشدة واعتبرته «زي طائفي» لا مكان له في البلاد.