أكدت وزارة التربية والتعليم أن قضية «اغتراب المعلمات» ليست غائبة عن طاولات نقاشاتها الدائمة ومتابعتها المستمرة، معتبرة أنها «مجرد ظروف، وهي على علم واطلاع بها وبكيفيتها»، ما يجعلها «واثقة من نفسها»، بأنه ليس لديها «إشكال في الرفع من وتيرة البحث الداخلي لمنسوبيها لقطع الشك باليقين، وإثبات أنه لا متسبب في التقصير على أرض الواقع»، وهو ما أثاره الإعلامي داود الشريان عبر برنامج «الثامنة» الذي يعرض على قناة «إم بي سي»، واتهمها ب«الفساد» الذي أودى بحياة كثير من المعلمات بسبب تنقلاتهن لكسب قوتهن بين المدن، وما في ذلك من «مخاطر». وتوعدت «التربية» القناة ومنسوبيها ومقدمها ومن شارك في الحلقة التي فتحت ملف «المعلمات المغتربات»، باستضافة عدد من المعيّنات بعيداً عن ذويهن، ب«اللجوء إلى القانون» في حال عدم الكشف عن خلل واضح في آلية عمل الوزارة وسياسة التعيينات فيها، وإثبات «الفساد» المنسوب إليها. فيما وجّه وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، بتشكيل «لجنة تحقيق في ما أثير في الحلقة، وفي حال عدم ثبوت الاتهامات الواردة فيها سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق القناة ومقدم البرنامج ومن صدرت منه هذه الاتهامات، وذلك من طريق جهات الاختصاص». وذكر المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم مبارك العصيمي، أن تشكيل اللجنة يعود إلى «التحقيق والبحث في ما أثير في الحلقة»، معتبراً أن الموضوع «ليس إساءة إلى الوزارة حتى الآن»، عازياً أسباب تشكيل لجنة التحقيق إلى «بحث وجود قضية اغتراب المعلمات على أرض الواقع من عدمه وبشكل نظامي». وقال العصيمي ل«الحياة»: «في حال ثبت أن ما نسب إلى الوزارة صحيح سنقوم بمحاسبة المتسبب فيه والمقصر». وأضاف «في حال عدم صحة ما نسب إلى الوزارة، ستقوم الوزارة باتخاذ المسارات النظامية المعروفة في مثل هذا الشأن، ومحاسبة القناة، ومن شارك في الحلقة أيضاً». وكشف أن «التربية» لم تتواصل أو تحاول طلب إثباتات وبراهين وأدلة من القناة أو مقدمها، وذلك قبل اتخاذ الإجراءات التي تحفظ لها اسمها وحقها، والسعي في الخطوة الأولى، وهي تشكيل اللجنة الداخلية للتحقيق في القضية، والرد على اتهام الوزارة ب«الفساد». وأشار العصيمي إلى أن الموضوع حينما يطرح على التحقيق «يصبح أي إجراء متخذ مبنيّاً على النتيجة»، موضحاً أن لديهم أحد أمرين، وهما «في حال ثبوت ما أثير في الحلقة من اتهامات ستتم المحاسبة والمتابعة القانونية على القناة». ونفى أن تكون الوزارة متجاهلة أمر نقل المعلمات، معتبراً قضيتهن «لا تعدو أن تكون ظروفاً، والوزارة تعرفها وتعرف كيفيتها وأمرها، وهي على ثقة تامة بأنه ليس لديها أي إشكال فيها، وننتظر فتح ملف التحقيق وإظهار النتائج التي ستكون الفاصل في ملف القضية التي بدأتها القناة ومقدمها والمشاركون في الحلقة». يُذكر أن برنامج «الثامنة» الذي يعرض على قناة «إم بي سي»، ويقدمه الإعلامي داود الشريان، فتح ملف «المعلمات المغتربات»، وانتقد الآلية التي تعمل بها الوزارة، ما أودى بحياة الكثير من المعلمات وتعريضهن إلى مخاطر، وذلك لسوء المركبات التي تنقلهن، وما يحدث لهن من «تحرشات» يومياً، وتوديع بعضهن أهاليهن، لعدم ضمان العودة مرة أخرى، وفي الجانب ذاته تحدى الشريان أن يجد مسؤولاً قام بتعيين ابنته خارج مدينة الرياض.