قمت بتثبيت وتدوين علمي كتأصيل إسلامي شرعي لعلم إدارة الأزمات، بوضع مقارنة عملية للمعلومات الخاصة بإدارة الأزمات وما يقابلها ويوافقها من معلومات صحيحة ثابتة في الشريعة الإسلامية، ولاسيما من مصدرين راسخين في جذورهما العلمية هما: القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة. وأذكر في ما يأتي بعض الأمثلة: الأمر بالعدل ووجوب الحكم بالعدل وحرمة الظلم فإن الظلم سبب لظهور الأزمات، قال الله تعالى: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)النساء. وقال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) النحل. والتثبت من الأخبار والتأكد من المعلومات وعدم التسرع في اتخاذ القرارات فإن العجلة والاستعجال سبب للوقوع في الأزمات، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) الحجرات. وحرمة شهادة الزور والنهي عن الشهادة الكاذبة الآثمة فإن شهادة الزور تسبب ظهور الكثير من الأزمات وتعطي معلومات كاذبة وغير صحيحة للآخرين، ومن ثم لا تستطيع الجهات المسؤولة اتخاذ القرارات الصحيحة، بل تزيدها هذه الشهادات الكاذبة وهذه المعلومات غير الصحيحة تخبطاً وتزيد الموقف حدة وصعوبة، ومن ثم كانت شهادة الكذب وشهادة الظلم وشهادة الزور حراماً، قال الله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً) الفرقان. وقال تعالى محذراً من شهادة الزور: (واجتنبوا قول الزور) الحج. وقال: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذاً لمن الآثمين) المائدة. والحث على عدم الملل وعدم النكوص وعدم اليأس في البحث عن الحلول والحث على مداومة البحث والجد والعمل على الخروج من الأزمات والمآزق، قال الله تعالى: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين. هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس) آل عمران. والإشادة والحث على استخدام الحكمة الإدارية في القضاء على الأزمات، قال الله تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به) البقرة. وقال الله تعالى حاضاً على البحث عن الحكمة وتطبيقها في علاج الأمور وحل الأزمات: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب) البقرة. كاتب إداري وباحث علمي [email protected]