استبقت إيران جولة جديدة من المفاوضات في فيينا غداً، مع الدول الست المعنية بملفها النووي، معلنة رفضها حرمانها من تطوير أجهزة طرد مركزي تُستخدم في تخصيب اليورانيوم، لكنها أبدت استعداداً ل «تبديد هواجس» الغرب في شأن مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل. وينص اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، على ألا تزيد طهران عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأتَي ناتانز وفردو لتخصيب اليورانيوم، وألا تبدل الأجهزة المعطلة سوى بأخرى من الطراز ذاته. لكن إيران أعلنت أنها طورت طرازاً جديداً من أجهزة الطرد، «أكثر قوة ب 15 مرة» من الجيل الأول. ويثير مفاعل آراك الذي جمّدت طهران بناءه، قلق الغرب إذ قد يمكّنها من إنتاج البلوتونيوم المستخدَم في صنع سلاح ذري. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي غربي قوله في هذا الصدد: «نقول ل (الإيرانيين): قدراتكم للتخصيب لا تنسجم مع تجهيزاتكم النووية المدنية المزودة أصلاً (باليورانيوم)، فهي لا تنسجم مع تأكيداتكم أن لا أهداف عسكرية لديكم». ويرأس الوفد الإيراني إلى فيينا وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي تحدث عن «مفاوضات صعبة ومعقدة»، مستدركاً أن اتفاق جنيف «حدد هدفاً مشتركاً هو مواصلة البرنامج النووي الإيراني، من خلال بناء الثقة اللازمة في طابعه السلمي». وأشار إلى أن الطرفين سيسعيان إلى «اتفاق لتحديد جدول الأعمال وكيفية متابعة المفاوضات»، مرجّحاً «تحقيق تفاهم بين إيران والدول الست خلال 6 أشهر، إذا توافرت نيات حسنة لدى الجانب الآخر». أما حميد بعيدي نجاد، عضو الوفد الإيراني، فلفت إلى أن «استخدام أجهزة الطرد المركزي المتطورة والجديدة، يُعتبر إحدى اهم القضايا التي تجب مناقشتها ومعالجتها، في إطار اتفاق شامل، لأننا لا نقبل أبداً بحرماننا من حق تبديل أجهزة الطرد الموجودة بأخرى من جيل متطور». وأضاف أن «مفاعل الماء الثقيل في آراك سيكون أيضاً إحدى أهم القضايا المطروحة وأكثرها صعوبة في المفاوضات، والأكيد أننا نسعى إلى الاحتفاظ به». ونبّه إلى أن إيران «لن تتخلى إطلاقاً عن المفاعل»، مستدركاً: «أبلغنا الغرب استعدادنا لإيجاد حلول تقنية تبدد الهواجس، وإذا كان هناك حلّ يتعلّق بتدابير فنية في شأن الوقود المنتج (البلوتونيوم)، لتبديد الهواجس المتعلقة بمعاهدة الحد من الانتشار النووي، من دون تغيير طابع المفاعل، يمكن درسه». في المقابل، كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مطالبته ب «تفكيك قدرة» إيران على تخصيب اليورانيوم، معتبراً أنها «لا تحتاج إلى جهاز طرد مركزي واحد، لإنتاج الطاقة النووية لأغراض مدنية». ورأى أنها «لم تعطِ شيئاً ملموساً، في مقابل تخفيف العقوبات عليها في شكل كبير، ما أنعش اقتصادها». في غضون ذلك، أبلغ ظريف السفير السعودي الجديد في طهران عبد الرحمن بن غرمان الشهري، أن لدى حكومة بلاده «أولوية في تطوير العلاقات مع دول الجوار وتلك الإسلامية، لا سيما المملكة العربية السعودية»، مشدداً على «مكانة البلدين الكبيرين والمسلمين ودورهما في المنطقة والعالم». وخلال تسلّمه نسخة من أوراق اعتماد السفير السعودي، قال ظريف إن العلاقات بين طهران والرياض «تستند إلى مبادئ حسن الجوار والمشتركات الدينية والثقافية الطيبة»، مشيراً إلى «طاقات وفرص واسعة وشاملة لتعزيز العلاقات الأخوية والتعاون الودي» بين الجانبين. ونبّه إلى «التحديات الإقليمية والدولية وفرص التعاون المشترك في إطار مصالح البلدين»، معتبراً أن العلاقات الطيبة بين إيران والسعودية «تخدم مصالحهما والمنطقة والعالم». وتمنى التوفيق للسفير في «فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وتطويرها».