أعلنت السلطات الإيرانية أمس، نجاة إمام جمعة في محافظة سيستان وبلوشستان التي تقطنها غالبية من السنّة جنوب شرقي البلاد، من «محاولة اغتيال». وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن عبد المجيد جهانكيري، إمام الجمعة في قضاء بزمان جنوب سيستان وبلوشستان، «لم يُصب» بعد إطلاق «رصاص» في اتجاه منزله. وأشارت إلى أن جهانكيري كان شنّ خلال مسيرة أحيت الذكرى ال 35 للثورة، «المسلحين الأشرار»، داعياً إلى «تعزيز الوحدة لإحلال الأمن في المنطقة». ويبدو أن وسائل الإعلام الإيرانية تشير إلى تنظيم «جيش العدل» الذي كان أعلن مسؤوليته عن خطف 5 من حرس الحدود الإيرانيين، على الحدود مع باكستان. وأعلن التنظيم استعداده لمبادلة الجنود الخمسة ب 300 معتقل سنّي في إيران وسورية، بينهم 50 امرأة ذكر أن «الحرس الثوري» الإيراني يحتجزهم في سورية. ودان الشيخ عبد الحميد، إمام أهل السنّة في مدينة زاهدان، عاصمة سيستان وبلوشستان، خطف الجنود الخمسة، معتبراً الأمر فعلاً «قبيحاً» أياً يكن هدفه، و»يضرّ بأهل المحافظة، من شيعة وسنّة، إذ إن فقدان الأمن يمنع التمويل في المحافظة ودخول الممولين إليها». وانتقد مَن ينفذون «تفجيرات ويخطفون ويخلّون بالأمن من وراء الحدود»، معتبراً أنهم «يرتكبون ظلماً كبيراً في حق أهل السنّة والشعب الإيراني». وأضاف: «أهل السنّة في سيستان وبلوشستان يرفضون العنف والخطف، ويدينون كل من يفعل ذلك. وعلى الخاطفين أن يفكروا في البيئة الراهنة للبلاد، والتي يُسمع فيها كلام المخالف والمنتقد». وحضهم على إطلاق «حراس البلاد»، وإعادتهم إلى «أهلهم القلقين». أما النائب إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، فانتقد «صمت الغرب» إزاء خطف حرس الحدود الإيرانيين، معتبراً الأمر «نموذجاً آخر على الانتقائية إزاء حقوق الإنسان، وعدم صدقيته في مكافحة الإرهاب». في غضون ذلك، أوقف التلفزيون الإيراني بثّ مسلسل، بعدما نظمت عشائر بختياري العربية تظاهرات في مدن جنوب غربي البلاد، معتبرة أنه تضمّن «إهانات» في حقها. ونظمت العشائر في الأهواز، عاصمة محافظة خوزستان الغنية بالنفط، تجمعاً أمام مكتب الحاكم، وفي مدن أخرى، مطالبة رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عزت الله ضرغامي باعتذار، إذ إن المسلسل يتطرّق إلى عائلة بختيارية، بوصفها «فاسدة» و«ملكية» ومن «الأغنياء الجدد». على صعيد آخر، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن «بنك ملّت»، أبرز مصرف خاص في إيران، رفع دعوى ضد وزارة الخزانة البريطانية، مطالباً بتعويض مقداره 4 بلايين دولار، عن «خسائر» مني بها بسبب العقوبات على طهران، على خلفية برنامجها النووي. إلى ذلك، أعلنت الخطوط الجوية النمسوية استئناف رحلاتها إلى إيران في 11 آذار (مارس) المقبل، بعد توقفها مطلع العام الماضي ل «أسباب تجارية، بينها التضخم الكبير في العملة الإيرانية، وتأثير العقوبات الاقتصادية والسياسية». وبرّرت الشركة معاودة الرحلات إلى إيران، ب «الاستقرار» فيها.