طهران، عمان، لندن - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - قُتل 39 شخصاً وجُرح حوالى مئة، في هجوم انتحاري مزدوج استهدف تجمعاً لمصلّين شيعة كانوا يشاركون في مراسم «عاشوراء» جنوب شرقي ايران، وأعلن تنظيم «جند الله» السني مسؤوليته عنه. وذكر التلفزيون الإيراني ان مهاجماً فجّر قنبلة خارج مسجد الإمام الحسين، وآخر في حشد من المصلّين، في مدينة جابهار بإقليم سيستان- بلوشستان المحاذية لباكستان وأفغانستان جنوب شرقي ايران، وأشار محمود مظفر، رئيس «الهلال الأحمر» في الإقليم، الى ان «شخصاً اقترب من سيارات اسعاف الهلال الأحمر» المتوقفة قرب ساحة تجمّع فيها مصلون، و»فجّر نفسه»، مشيراً الى ان «الجمعية تلقت خلال الأيام الثلاثة الماضية تهديدات مجهولة المصدر بعمليات إرهابية، وُوضعت في حال تأهب قصوى في جابهار». ونفى رئيس بلدية جابهار علي باطني ما اوردته وسائل اعلام ايرانية، عن مشاركة ثلاثة انتحاريين في الهجوم، وحصول تفجيرين. وقال: «كانا إرهابيان رُصدا قبل ان يقوما بأي تحرك، لكن أحدهما تمكن من تفجير سترته الناسفة». وأشار الى «اعتقال زعيم المجموعة». وأعلنت السلطات مقتل 39 شخصاً، بينهم اطفال ونساء، وجرح حوالى مئة. وقال علي عبد الله نائب وزير الداخلية الإيراني ان «المعدات وإمكانات الدعم اللوجيستي للعناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم، تشير الى انهم ارهابيون ينتسبون الى مجموعات متطرفة تدعمها اجهزة استخبارات متطورة لدول اقليمية وأميركا». وأعلن تنظيم «جند الله» مسؤوليته عن الهجوم، ونشر في بيان على موقعه الإلكتروني، صور شخصين مزنرين بأحزمة ناسفة، يدعيان سيف الرحمن شبهاري وحسن خاشي، قال انهما المنفذان. وأشار الى «مقتل عشرات من المرتزقة والحرس (الثوري) في هذه العملية الانتحارية المزدوجة التي وقعت امام مديرية مدينة جابهار»، موضحاً ان «هذه العملية هي رد على شنق قائد الجماعة الأمير عبد الملك (ريغي الذي اعتُقل في شباط (فبراير) وشُنق في حزيران (يونيو) ولشهداء جند الله». وأضاف ان «الهدف من هذه العمليات هو طرد المعتدين (الإيرانيين) من بلوشستان». ويشهد سيستان- بلوشستان حركة تمرد دامية منذ عشر سنوات، يقودها «جند الله» السني الذي يعلن انه يدافع عن إتنية البلوش التي تشكل نسبة كبيرة من سكان الإقليم. وفي تموز (يوليو) الماضي، اعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم انتحاري مزدوج على الجامع الكبير في مدينة زهدان عاصمة سيستان- بلوشستان، استهدف ضباطاً بارزين في «الحرس الثوري» وأدى الى مقتل 28 شخصاً. وتتهم إيرانباكستان وبريطانيا والولايات المتحدة بمساندة «جند الله»، لكن واشنطن وضعت الشهر الماضي التنظيم على لائحتها للمنظمات الإرهابية. ودان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني «التفجير الإرهابي» فيما أعربت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا اليستير بيرت عن «صدمتها» إزاء «الهجوم المروّع»، مؤكدة «ادانة بريطانيا الإرهاب بكلّ أشكاله».