لقد كان للمعلم وللمعلمة في الماضي مكانتهما الرفيعة وكان المعلم يكاد ان يكون رسولاً فعلاً لاشعراً وكان له هيبة واحترام شديد من الطلبة والطالبات والاهل اما اليوم فحال المعلم والمعلمة يرثى له ما الذي حدث وما الذي تغير هل اصبح المعلم والمعلمة غير كفوءين؟ لا والله والحق يقال وذلك (عن خبرة في مجال التعليم تزيد عن 20 عاماً) فالمعلم اليوم افضل من معلم الامس فهو يطبق اساليب تربوية حديثة او يحاول جاهداً تطبيقها وهو مقيد بتعليمات مشددة ومدروسة من الجهات التي فوقه والعملية التعليمية اليوم اكثر تنظيماً من ذي قبل والمناهج افضل والاهم من ذلك ان المعلم والمعلمة اصبحا من ابناء وبنات البلد كل هذه العوامل تدفع الى تطور العملية التعليمية الى الوصول الى مستوى تعليمي افضل بكثير من السابق فلماذا لانجد الثمار ونلاحظ تردي المستوى التعليمي والسلوكي للطلبة والطالبات اتعلمون ما هو السبب الحقيقي لهذه الانتكاسة انه المنزل!! وبصفة خاصة الام. فالام اليوم وهي الاساس هي التي تغيرت فلم تعد تلك الام الحكيمة التي تعلم ابنائها احترام المعلم وطاعته تطبيقاً للآية الكريمة «واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم» لم تعد تلك الام التي تصبر ابنتها اذا اتتها شاكية مدعية للظلم وهي ظالمة لنفسها واصبحت تصدق ابنتها في كل صغيرة وكبيرة وتندفع معها عاطفياً وتشكك في معلماتها وتصفهن بغرابة الاطوار وتعلم ابنتها التطاول على المعلمة والتمرد على الانظمة كذلك تسخر من معلماتها وطلباتهن العجيبة فعندما تطلب معلمة الفنية مثلاً من الطالبة مواد لاتكلف 20 ريالاً نجد التذمر من الام وكأن هذه المعلمة تطلب هذه المواد لتزين بيتها وليس لتعليم الطالبة التنسيق والفن الذي يرتقي بذوقها بينما تدفع الام 200 ريالاً مقابل حذاء على الموضة وتتقبل هذه الام بصدر رحب انتقاد ابنتها لمعلماتها وكأنها في سن يسمح لها بالانتقاد لمن هن اكبر منها واكثر تجربة بالحياة ولاتوجه الام ابنتها عندما تسترسل في السخرية من معلماتها بل تشاركها احياناً وتضحك معها وتنزل الى مستواها بدلاً ان ترتقي بها ونجدها تشجع ابنتها على اخذ حقوقها فقط بدون ان تعلمها كيف تعترف باخطائها وتبحث عن اسباب فشلها في التعلم والتعامل (الاسباب الحقيقية وليست الاسباب الوهمية التي تتخيلها الطالبة في هذا العمر وخاصة مرحلة المتوسطة والثانوية) وهي صعوبة المنهج وعدم كفاءة المعلمة وصعوبة الاسئلة وغيرها من الاسباب التي تضعها الطالبة لتبرير اهمالها وعدم جديتها في طلب العلم وتجد من يصدقها بالرغم من انها في هذا العمر تميل الى المبالغة وتضخيم الامور واخفاء الحقائق التي تدينها فأنا لا الوم الطالبة لأن هذه طبيعة عمرها ولكني الوم الام التي تنجرف معها وتصدقها على اقوالها وافعالها ولاتعلمها مواجهة النفس والصراحة والصبر على المكاره. كيف يطلب من المعلمة التعامل مع الطالبات وفق الاساليب التربوية الحديثة وهن مشحونات بمشاعر الحقد والتحدي من امهات لم يخرجن للعمل ولم تعركهن الحياة في المدارس .. اذاً لادركن ما تعانيه المعلمة ولوجدن لها الف عذر ومبرر. ان من تحرض ابنتها على التمرد والتطاول سوف تدفع الثمن ان عاجلاً او اجلاً لأن هذا الاسلوب سوف يكون من صفات ابنتها وتكوينها ويستمر معها بقية عمرها فتجد العقبات دائماً في طريقها وسوف تتمرد على اقرب الناس وهي امها التي علمتها هذا الاسلوب. تأملوا معي احدى الامهات كانت تذم المعلمات دائماً في المجالس تنقل ما يقلنه بناتها وتطلق الاحكام بدون تبصر وترو والمضحك انه بعد ان تخرجن بناتها اصبحن معلمات اصبحت هذه الام دائمة النقد لطالبات اليوم وسوء تربيتهن (عجبي). ملاحظة لايشير هذا المقال الى كل الامهات فهناك امهات جديرات بالاحترام والتقدير نرجو الله ان يكثر من امثالهن وان يصلح احوال الجميع.