تظاهر أمس العشرات من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في مناطق متفرقة، شهدت تكراراً للاشتباكات المعتادة مع قوات الشرطة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك غداة قتل شرطيَين من قوة تأمين المنطقة الأثرية في محافظة الجيزة برصاص مسلحين مجهولين. وأوضح مصدر أمني ل «الحياة» أنه أثناء قيام أمين الشرطة محمد السباعي وزميله الرقيب هادي حسني حسن بمتابعة الحالة الأمنية في مقر خدمتهما بالمنطقة الأثرية في مدينة البدرشين (30 كلم جنوبالقاهرة) في محافظة الجيزة، فوجئا بمجهولين يستقلون سيارة يمطرونهما بالرصاص ما أدى إلى مقتلهما قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية قامت على الفور بفرض طوق أمني حول منطقة الحادث وتمشيطها لضبط الجناة. وزادت حدة الهجمات المسلحة والتفجيرات التي تستهدف عناصر الشرطة والجيش منذ عزل مرسي. وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن عدد قتلى الشرطة خلال الفترة من 25 كانون الثاني (يناير) عام 2011 وصل إلى 445 قتيلاً سقطوا في مواجهات مع الإرهاب والبلطجية. وخرجت أمس مسيرات ضمت العشرات من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» في مناطق متفرقة من البلاد تلبية لدعوه التحالف الوطني لدعم الشرعية بالاحتشاد بدءاً من أمس وطوال الأسبوع الجاري في إطار ما سماه أسبوع «رابعة أيقونة الثورة»، الذي يتزامن مع الذكرى الشهرية السادسة لفض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة، ووقعت اشتباكات بين أعضاء الإخوان ومعارضيهم من جهة وبينهم والشرطة من جهة أخرى ما أدى إلى مقتل شخص في محافظة دمياط (دلتا النيل)، وطفل في المنيا. وكانت أجهزة الأمن استنفرت مع الساعات الأولى لصباح أمس فشددت من إجراءاتها الأمنية في الميادين الرئيسية، وشوهد تمركز عدد من الآليات العسكرية وتشكيلات الأمن المركزي، والمدرعات إلى جوار البوابة الرئيسية لمبنى المتحف المصري في ميدان التحرير، وشهد محيط رابعة العدوية وجوداً أمنياً وعسكرياً مكثفاً، كما شهد محيط قصر الاتحادية في حي مصر الجديدة وجوداً أمنياً مكثفاً، وتمركزت آليتان عسكريتان في بداية شارع الميرغني أعلى نفق العروبة، ونصبت حواجز الأسلاك الشائكة في منتصف الشارع وتجهيزها لاستخدامها في إغلاقه، كما قامت قوات الشرطة والجيش بتكثيف وجودها في جميع مداخل القاهرة الكبرى من خلال نشر الأكمنة والتمركزات الأمنية على تلك المداخل، سواء في الطرق الصحراوية أو الزراعية. وأعلنت مصادر طبية عن مقتل طفل يبلغ من العمر 12 سنة بعد إصابته بطلق ناري في الرأس أثناء وقوفه في شرفة منزله في مدينة سمالوط في محافظة المنيا (صعيد مصر)، لدى مرور مسيرة لأنصار جماعة الإخوان المسلمين، فيما قال مصدر أمني إن المتظاهرين استخدموا الخرطوش للرد على محاولات الشرطة تفريقهم، مشيراً إلى أن أجهزة البحث الجنائي في المحافظة ألقت القبض على 3 من تنظيم الإخوان المشاركين في التظاهرة بحوزة أحدهم فرد خرطوش وثلاث طلقات، كما سقط قتيل آخر في قرية طبل في محافظة دمياط (دلتا النيل) إثر اشتباكات بين أنصار الإخوان وأهالي معارضين لهم، وأوضح مصدر أمني أن القتيل ويدعى أسامة أحمد فرحات لقي حتفه لدى تصدي الأهالي في القرية لمسيرة لأنصار الإخوان بعد صلاة الجمعة، مشيراً إلى أن القتيل «أصيب بزجاجة في رأسه أدت إلى وفاته في الحال» أثناء الاشتباكات. وفي القاهرة فرقت الشرطة مسيرة لأنصار مرسي في شارع عباس العقاد في حي مدينة نصر (شرق العاصمة)، بعدما رشق المتظاهرون قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة ما ردت عليهم بإطلاق قنابل الغاز وطاردتهم في الشوارع الجانبية، الأمر الذي تكرر في حي حلوان جنوبالقاهرة وفي الهرم في محافظة الجيزة. كما تمكنت قوات الأمن في محافظة الإسكندرية الساحلية، من فض اشتباكات وقعت بين المئات من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين»، وبين أهالي معارضين في منطقة الدخيلة (غرب الإسكندرية)، التي اندلعت عقب ترديد المشاركين في المسيرة هتافات مناهضة للجيش، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، وأفادت مصادر أمنية أن قوات الشرطة ألقت القبض على خمسة من المشاركين في التظاهرات وبحوزتهم منشورات وزجاجات المولوتوف. وفي سيناء قالت مصادر أمنية أن حملة أمنية استهدفت مناطق عدة في الشيخ زويد والمنطقة الحدودية في رفح قتلت 3 عناصر مطلوبة لأجهزة الأمن وضبطت 11 حالة اشتباه تقوم الأجهزة المعنية بفحصهم وأحرقت ودمرت منزلين و3 دراجات بخارية تابعة لعناصر مطلوبة كانت تتخذ منها نقاط انطلاق ووسيلة تنقل لاستهداف عناصر الأمن ومنشآته، وأشارت إلى أن الحملة دمرت 4 فتحات أنفاق لتهريب البضائع و11 منزلاً عثر في داخلها على فتحات أنفاق للتهريب في الشريط الحدودي برفح.