يبدو أن المعلوماتية العربية شرعت في ملاقاة تقنيّة التخزين الشامل على الانترنت، وهي تقنيّة يشار إليها بمصطلح «حوسبة السحاب» Cloud Computing. وشكّلت عمّان بوابة دخول تقنيّة «حوسبة السحاب» إلى العالم العربي، عبر تطوير شركة «مينا ايتك» الأردنية منصة عربية أولى لها. وبيّنت «مينا ايتك»، وهي شركة متخصّصة في برمجيات المعلوماتية، أن هذه المنصة تضع في تصرف رجال الأعمال العرب 4 برمجيات متخصّصة في إدارَة الموارد البشرية وتطوير الأعمال. وتدشّن منصة «مينا ايتك» السحابيّة (سُمّيَت «مينا إي بي» MenaIP) مرحلة جديدة نوعيّاً في صناعة برمجيات الكومبيوتر في العالم العربي. وتتيح للشركات الصغيرة والمتوسطة استخدام برمجيات مشمولة بالملكية فكرية ل «مينا ايتك»، ما يمثّل بديلاً متطوّراً للطرق الرائجة حاضراً في شراء البرمجيات واستخدامها. وأوضَحَت هذه الشركة أن هذه المنصة لاقت قبولاً شبه فوري من قرابة 100 مؤسّسة. وتقدّم المنصّة 4 برمجيات هي «مينالايت» MenaLite للرواتب وخدمات الموظفين، و «مينا سي آر إم» MenaCRM المتخصّص في إدارَة علاقات الجمهور وأتمتة المبيعات، و «ميناتراكس» MenaTracks لإدارَة خدمات الدعم الفني واستقبال الشكاوى ومتابعتها، و «مينا بي أم أس» MenaPMS وهو نظام مؤتمت لإدارَة الاستراتيجيات في المؤسّسات. 4 برمجيات في «سُحُب الانترنت» عُرِضَت مزايا هذه المنصة السحابيّة أخيراً في مؤتمر صحافي عقدته شركة «مينا ايتك» بحضور رئيسها التنفيذي بشار حوامدة، والرئيس التنفيذي ل «زيرو وان تراكس» محمد مفرج. وأكّد الحوامدة أن إطلاق هذه المنصّة يستكمل مسار الشركة في صناعة برمجيات الكومبيوتر. وأعرب عن اعتقاده أن الملكية الفكرية هي الأساس في نجاح شركات صناعة برمجيات الكومبيوتر، وهو أمر اعتمدته شركة «مينا ايتك» منذ انطلاقتها في السوق المحلية. ولفت إلى أن الشركة ركّزت على ابتكار برمجيات متخصصة في مجال إدارة الموارد البشرية تتلاءم مع حاجات الأسواق العربية، ما أعطاها القدرة على منافسة شركات عالمية في هذا المجال. ودلّل حوامدة على نجاح الشركة بأنها استقطبت قرابة 1200 مؤسسة أردنية وعربية، ودخلت 16 سوقاً، منذ انطلاقتها المتواضعة في العام 2003. ووصف حوامدة تقنية «حوسبة السحاب» بأنها ترسم مستقبل الانترنت وصناعة المعلوماتية. وأوضح أن البرمجيات التي تقدّم عبر منصّة «مينا أي بي» السحابية تزيح عمن يشتريها عبء إدارة البرامج والخوادم التي تعمل عليها. ودعا الشركات التي تسعى للعمل في صناعة البرمجيات، إلى الاعتماد على الابتكار، وتصميم الخدمات والبرمجيات بطرق تسمح باستخدامها بسهولة ويسر. وشدّد أيضاً على أهمية استقرار التشريعات الحكومية المتّصلة بالمعلوماتية وصناعاتها. في السياق عينه، أكّد الرئيس التنفيذي ل «زيرو وان تراكس» محمّد المفرّج، أهمية عناصر كالسهولة والملكية الفكرية وتلبية المتطلّبات المحليّة، في تحقيق النجاح في صناعة عالية التنافسية كصناعة برمجيات الكومبيوتر. ووصف هذه العناصر بأنها شكلّت «خلطة» النجاح بالنسبة إلى شركته منذ انطلاقتها في العام 2007، داعياً الشركات الاردنية العاملة في تقنية المعلومات والبرمجيات الى التركيز على هذه العناصر لمنافسة البرامج والمنتجات العالمية. وأشار الى صفقة استحواذ «مينا ايتك» على «زيرو وان تراكس» في العام 2012، معتبراً أنها أعطت الشركتين قوة دفع لتحقيق مزيد من التفوّق والنجاح والتوسّع إلى أسواق عربية كالسعودية والإمارات والكويت. وشرح المفرّج نظام «مينا تراكس» الرقمي، موضحاً أنه صُمّم لخدمة الأعمال في القطاعين العام والخاص، مُبيّناً أنه يمكّن الشركات والهيئات والمؤسسات من متابعة الشكاوى والاقتراحات والاستفسارات والطلبات بطريقة تقنية حديثة تضمن إدارَة المشاكل من دون إغفال أيٍ منها. ولفت إلى أن «مينا تراكس» هو أول نظام عربي يحصل على شهادة «اي تي اي ال» التي تعتبر معياراً عالمياً في هذا المجال.