أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو مساء أول من أمس، استعداد أنقرة للتعاون استخباراتياً مع تونس حول ملف المقاتلين التونسيين في سورية، مشدداً على أن «سورية هي للسوريين وعلى الأجانب الذين يقاتلون في صفوف المعارضة المسلحة مغادرتها». وقال أوغلو إنه بحث هذا الموضوع مع نظيره التونسي منجي الحامدي، مضيفاً: «نحن جاهزون لتقديم التعاون ليس فقط للحكومة التونسية بل لكل الحكومات في دول أخرى يقاتل مواطنوها في سورية». كما أكد وزير الخارجية التركي أن دولته جاهزة لإفشال كل مخططات تسفير «الجهاديين» إلى سورية، مجدداً استعداده «لدعم تونس في منع أبنائها من التوجه إلى سورية بخاصة إذا توافرت المعلومات الاستخباراتية اللازمة». وشدد أوغلو على أن أنقرة «لن تتسامح مع الأطراف التي تريد التوجه إلى سورية بدعوى الجهاد أو القتال سواء كانت من المساندين للنظام السوري أو المعارضين له». ويقدّر المعهد البريطاني للدفاع «آي اتش أس جينز» عدد المقاتلين الأجانب في سورية بأكثر من 100 ألف من 82 دولة بينهم أكثر من 5 آلاف تونسي، لقي نحو ألفين منهم مصرعهم خلال القتال. كذلك زار أوغلو رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة، وهنّأه بنيل ثقة المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان). وأكد الوزير التركي «وقوف تركيا إلى جانب تونس واستعدادها التام لمواصلة دعمها على كل المستويات»، معبّراً عن ثقته في قدرة الحكومة على إتمام وإنجاح مسار الانتقال الديموقراطي. والتقى أوغلو رئيس حركة «النهضة» الإسلامية راشد الغنوشي، حيث أكد أن تونس تمثل نموذجاً ناجحاً مقارنةً ببعض الدول الأخرى للربيع العربي التي تشكو من تراجعات وتهديدات حقيقية لأحلام شعوبها في التحرر من الاستبداد والتخلف». في سياق آخر، أعلنت رئاسة الحكومة التونسية أن جمعة توجّه مساء أمس، إلى المغرب حيث سيمكث ليومين، في زيارة رسمية هي الثانية له منذ توليه منصبه، بعد زيارته الجزائر.