فتحت المدارس أمس أبوابها لمدة ثلاث ساعات فقط، وأقفلت بعدها في انتظار يوم تعليمي آخر، واكتفى المعلمون بتبادل تهاني العيد، والُقبل من دون اكتراث لمرض «أنفلونزا الخنازير». ولم يجد المعلمون في مدارسهم خطط إدارة التربية والتعليم في مكافحة المرض أو البرامج المخصصة له، واكتفى بعضهم باستلام خطاب نقله وتسليمه إلى المدرسة الملتحق بها. ولفت معلمون إلى أن «اليوم الأول مضى عادياً من دون إزعاج»، فيما عدا الاستيقاظ صباحاً على غير العادة، و«على رغم من ذلك وصل كثير منهم متأخراً عن الدوام»، ومكث أغلبهم نحو ساعتين إلى ثلاث ساعات، قبل ان يعودوا إلى منازلهم، بعد أن «مسحنا الغبار عن الكراسي»، بحسب أحد المعلمين. وقطع معلمون عشرات الكيلومترات بحثاً عن مدارسهم الجديدة، وبخاصة المعينين الجدد أو المنقولين، وذكر معلم نُقل حديثاً إلى حفر الباطن أن «استلامي لخطاب التوجيه صباح أمس، سبب تأخري على الدوام»، وظهرت نتيجة التأخير في «عدم وجود أحد في المدرسة، التي أغلقت أبوابها من دون أن نسلم خطاب التوجيه إلى المدير». وعمل معلمون على تنظيف مقاعدهم في المدرسة من الغبار، و«لم نجد غير أن نُقبل بعضنا البعض، من دون أن نكترث لمرض الأنفلونزا»، كما يشير معلم في الدمام، مضيفاً أن «الدوام الذي استمر ساعتين، اقتصر على تبادل القُبل والتحية والفطور والقهوة التي جلبها أحد المعلمين معه، ولم يبق أحد في المدرسة بعد ذلك، كل مضى إلى حال سبيله»، نافياً «وجود برامج أو توجيهات عن مكافحة المرض»، موضحاً «لا نعلم شيئاً، ولم يطلعنا المدير على أي أمر في هذا الخصوص». وقال مدير إحدى المدارس في القطيف أن «إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية لم ترسل أي توجيهات فيما يتعلق بمكافحة أنفلونزا الخنازير»، مضيفاً «نحن في انتظار التوجيهات، إلا أن اليوم (أمس) سنعقد اجتماعاً خاصاً بالمعلمين في المدرسة». وقال أحد منسوبي التعليم أن «عمل اليوم الأول تمثل في تبادل التهاني، وتوديع المعلمين المنقولين»، كما حدث معه، متوقعاً أن «الأسبوعين المقبلين لن يشهدا شيئاً غير توقيع الحضور والانصراف مبكراً»، ولفت إلى «أن الخطة الدراسية ستتأخر، بسبب التأجيل الحاصل في المدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائية»، مضيفاً أن «التعميم بالخطة الدراسية كان يفترض فيه الوصول اليوم (أمس)، ولكن مع التغيير في موعد الدراسة، اضطرت الإدارة العامة إلى وضع خطة جديدة، تشمل المنهج كاملاً»، متوقعاً «وصولها في غضون الأسبوعين المقبلين». وأشار إلى «عدم وجود المدير أو الوكيل في المدرسة حين وصولي»، غير مستغرب الأمر «كل المدارس ستفتح أبوابها متأخرة ساعة وتغلقها قبل انتهاء الدوام بساعات». يذكر أن مدير إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية «بنين» الدكتور عبد الرحمن المديرس، شدد على «ضرورة انضباط المعلمين بالدوام»، نافياً «حدوث أي تساهل مع المتغيبين إلا بعذر يجيزه النظام». وقال إن «الإدارة لم تشهد يوماً تساهلاً في الدوام والانضباط به»، مؤكداً أن «المعلم مرب في الأصل، وقدوة للطلاب»، ويستثني من التشديد على الحضور «المعلمون الذين يواجهون ظروفاً قاهرة، تمنعهم من الحضور، إلا أن ذلك يأتي ضمن الإجراءات التي يكفلها النظام التعليمي».