قال السفير التونسي لدى الرياض علي بن عرفة: «إن تونس تثمّن الدور السعودي الداعم في تجاوزها المرحلة الحرجة التي تعرضت لها»، بعد الإطاحة الشعبية بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، كما نوه بدور السعودية في تقديم حزمة مساندات للشعب التونسي طوال الأعوام الخمسة الماضية. ونفى السفير ابن عرفة - في مؤتمر صحافي عقده للتعريف بالدستور التونسي الجديد أمس - دعم بلاده لحركة «الإخوان المسلمون» في مصر، وقال: «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، وحريصون على علاقات متينة مع البلدان كلها. والدولة التونسية لديها تقاليد راسخة من حكم الحبيب بورقيبة، ولسنا من الوارد أن نتدخل في مصر، ونتمنى لهم الأمن والمصالحة في ما بينهم، وأن تعود مصر إلى دورها الإقليمي». وقال السفير التونسي: «نشكر السعودية والأشقاء الذين شاركونا وساندوا تونس في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، وبخاصة المملكة التي دعمت المسار الانتقالي خلال الأعوام الخمسة الماضية، وذلك من خلال مساهمات الصندوق السعودي للتنمية الذي موّل مشاريع تنموية بقيمة 500 مليون دولار، ومنح قرضاً للسكن الاجتماعي بقيمة 150 مليون دولار لبناء 4 آلاف وحدة سكنية في سبع مناطق». ولفت إلى أن اللقاء الثالث بين وزيري الخارجية السعودي والتونسي سيُعقد قريباً في الرياض، متطلعاً إلى عقد اللجنة المشتركة السعودية - التونسية العام الحالي. وشدد ابن عرفة على سعي بلاده إلى تعزيز العلاقات العامة مع السعودية، وقال: «العلاقات تاريخية بين السعودية وتونس، وهي راسخة وتدعمت عبر تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ونسعى بعد الثورة إلى توسيع دائرة الشراكة والدفع بمستوى التعاون إلى مستويات أعلى تناسب تطلعات الشعبين». وأضاف: «ننوه بدور وزارة التربية والتعليم في السعودية على الموافقة بفتح مسار تعليمي لتدريس المنهج التونسي ضمن المدارس الأهلية، ونتطلع إلى أن تشمل الخطة الإصلاحية للتعليم في السعودية تلبية حاجات الجالية العربية بفتح المدارس الخاصة بإشراف كامل للسفارات بدلاً من اعتماد مسارات تعليمية كما هو معمول به». وأعرب عن أمله ب«مضاعفة عدد السياح السعوديين، وبخاصة مع إلغاء التأشيرة وتحسن الوضع الأمني والاتجاه نحو تنفيذ مشروع الخط الجوي بين تونسوالرياض قريباً. ورداً على سؤال ل«الحياة» حول الوضع الأمني في البلاد بعد بدء العمل بالدستور الجديد، قال: «هناك روح من التوافق بعد إقرار الدستور، وهناك ضربات أمنية ناجحة وجهت إلى المنتمين للفئات الإرهابية. والمتابع للأوضاع في تونس حالياً يشهد نجاح القوات الأمنية واستقراراً اجتماعياً، إذ لم تعد هناك اضطرابات أو مظاهرات، وإنما وفاق كامل على الحوار الوطني ومستقبلنا إلى الأمام». وتابع: «نحن مؤمنون بأن الوفاق هو الحل السياسي، لأن لعبة السلطة والمعارضة أوقعت جيراننا بالدول الأخرى في تجاذبات وهددت الديموقراطية، والتوافق هو الضمان لنجاح الثورة، وكان هناك قبول من الجميع على الفصل الأول، الإسلام ديناً للدولة والعربية لغة لها». وشدد على أن «الربيع العربي تسبب في انفلات الحريات، إذ تم توظيف المساجد للعمل السياسي»، داعياً إلى «تحييد المساجد عن القضايا السياسية في تونس، لأن القانون يسمح بتشكيل الأحزاب والمشاركة السياسية».