أعلنت إيران امس، عشية إحيائها الذكرى ال35 للثورة، أنها «اختبرت بنجاح» صاروخين جديدين، فيما نبّهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن ثمة «قضايا عالقة» كثيرة، قبل التأكد من أن لا أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني. وأشار وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان إلى «نجاح اختبار على جيل جديد من صاروخ باليستي رأسه انشطاري، وصاروخ موجه بالليزر أرض- أرض وجو- أرض». وأضاف أن الصاروخين من طراز «بينا»، وهما «قادران على الإفلات من الأنظمة المضادة للصواريخ، ويطاولان أهدافاً مختلفة مع قدرة تدمير عالية جداً». وزاد أن «الصاروخ الموجّه بالليزر يمكن إطلاقه من مقاتلة أو منصة إطلاق، لضرب جسور ودبابات وتجهيزات عسكرية ومراكز قيادة، بدقة عالية». وكان عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، اعلن رفض بلاده مناقشة برنامجها الباليستي في مفاوضاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، قائلاً: «المسائل الدفاعية الإيرانية ليست قابلة للتفاوض وتشكّل خطاً أحمر، ولن نبحث أثناء المفاوضات في مواضيع غير الملف النووي». تزامن ذلك مع تشديد الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي على أن بلاده «لن تسمح بالاطلاع على أسرارها العسكرية غير المرتبطة بالملف النووي»، لافتاً إلى أن هدف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو «تبديد نقاط غموض مصطنعة» حول برنامجها النووي. وذكر أن إيران «أعلنت أنها تعمل على اختبارات وبحوث حول مواد متفجرة تُستخدم في مجالات غير عسكرية، مثل آبار النفط، ولكن يمكن (الغربيين) أن يقولوا إن هذه مواد ذات استخدام مزدوج، وان يتهموا أي دولة بأنها تريد استخدامها لأغراض غير سلمية». وكانت إيران والوكالة الذرية أعلنتا الأحد تعهد طهران أن تطبّق بحلول 15 أيار (مايو) المقبل، «سبع خطوات عملية»، في إطار تعاونها مع الوكالة لتبديد هواجس حول أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. وعلى طهران أن تقدّم للوكالة «معلومات وتفسيرات لتقويم حاجتها» إلى تطوير «صواعق» يمكن استخدامها في تطوير «قنبلة». وقال أبرز مفتشي الوكالة الفنلندي تيرو فاريورانتا، لدى عودته إلى فيينا من طهران: «سنناقش المسائل المتعلقة بالصواعق. لدينا فكرة مشتركة حول كيفية العمل». وطبّقت طهران ستة «تدابير عملية أولية» أبرمت مع الوكالة اتفاقاً في شأنها في تشرين الثاني (نوفمبر)، وقال فاريورانتا: «منذ تشرين الثاني، جرى كل شيء كما هو مقرر، (لكن) هذه الأمور تستغرق وقتاً. ستكون هناك مراحل جديدة، والخطوات السبع هي المرحلة الثانية، وبعد 15 أيار ستكون هناك خطوات جديدة». ونبّه إلى أن الجانبين حققّا «تقدماً جيداً»، مستدركاً: «ثمة مسائل كثيرة عالقة، ونحن الآن في بداية المرحلة الأولى». إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده «تريد التكنولوجيا النووية السلمية»، مبدياً استعداداً ل «إبقاء الأبواب مفتوحة أمام المفتشين، في إطار قوانين الوكالة الذرية». وأشار إلى استعداد طهران ل «بدء مفاوضات» مع الدول الست المعنية بملفها النووي، من أجل «إبرام اتفاق شامل ونهائي» يطوي هذا الملف. وقال لسفراء أجانب في طهران أن إيران توشك على إبرام اتفاقات مع «شركات عملاقة، على رغم صراخ معارضين». وشدد على «ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف»، داعياً إلى «مساعدة الشعب السوري ليقرر مصيره بنفسه». أما رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي، فأعلن أن بلاده طوّرت بعد اتفاق جنيف، «جهاز طرد مركزي فاجأ الغربيين، أكثر قوة 15 مرة من أجهزة الجيل الأول».