تستأنف اليوم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، المحادثات بين حكومة جنوب السودان والمتمردين لمناقشة اسباب النزاع في الدولة الوليدة، بوساطة من الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق افريقيا «إيغاد»، وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة الموقعة بين طرفي النزاع. وأعلنت حكومة جنوب السودان امس، ان المتمردين بزعامة رياك مشار يواصلون خرق وقف اطلاق النار ويهاجمون مواقع في ولايتي جونقلي والوحدة والنفطية. واتهمت جوبا مشار بعدم القدرة على السيطرة على مليشيات «الجيش الأبيض» من قبيلة النوير التي يتحدر منها، واعتبرت ذلك «غير مشجع لعملية السلام». وفي المقابل، اتهم المتمردون الرئيس سلفاكير ميارديت بعدم الالتزام بالإفراج عن بقية المعتقلين السياسيين، على رغم تعهده للاتحاد الأفريقي ووسطاء «إيغاد». وأعربت الولاياتالمتحدة، عن قلقها بشأن انتهاك اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين حكومة جنوب السودان والمتمردين، وطالبت بسحب المقاتلين الأجانب المشاركين في الصراع، ودعت الى الإفراج عن بقية المعتقلين لدى الحكومة. ويقاتل جنود أوغنديون الى جانب قوات سلفاكير، كما اشارت تقارير الى وجود مقاتلين من متمردي «الجبهة الثورية» (السودانية)، يساندون قوات مشار. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي، إن الولاياتالمتحدة «تشعر بقلق عميق بسبب التقارير التي تحدثت عن انتهاك كل من حكومة جنوب السودان والقوات المناهضة للحكومة» لاتفاق وقف إطلاق النار. وأضافت: «نحض على إعادة نشر أو الانسحاب التدريجي للقوات الأجنبية التي دعاها أي من الجانبين، ونحذر من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن أي أقلمة لهذا الصراع». وذكرت ساكي ان الولاياتالمتحدة ترحب بوصول أول دفعة من فريق المراقبة، مضيفة: «نحض بقوة حكومة جنوب السودان على تسهيل العمل المهم لفريق المراقبة والذي سيوفر للجانبين آلية للإبلاغ عن أي خرق للاتفاق». وأكدت مطالبة واشنطنجوبا بالإفراج عن آخر أربعة من بين 11 معتقلاً احتجزوا للاشتباه بمحاولتهم القيام بانقلاب. وقالت ان «الإفراج السريع عن كل المعتقلين سيخفف التوتر ويبني الثقة في عملية مصالحة شاملة». وتخشى «إيغاد» أن يفضي تدخل القوات الأوغندية إلى تعريض اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي للفشل، إضافة الى ان انحياز الرئيس الأوغندي يويري موسفيني الواضح للرئيس سلفاكير، قد يؤدي الى التشكيك في حيادية جهود الوساطة. ورأى خبراء في الشأن الإفريقي، ان تصاعد المخاوف الكينية والأثيوبية يأتي بسبب مطالبة أوغندا لهيئة ال «إيغاد» بتسديد فاتورة «مغامرات» قوات الدفاع الأوغندية في جنوب السودان. وتفضل كل من أثيوبيا وكينيا تسوية النزاع على طاولة المفاوضات. وكانت أوغندا رفضت، في وقتٍ سابق، سحب قواتها من جنوب السودان، وقال وزير خارجيتها إن قوات بلاده لن تنسحب من مواقعها، مؤكداً أن مهمتهم هي «وقف تقدم المتمردين باتجاه العاصمة جوبا»، مشيراً إلى أن أوغندا لا تعتزم البقاء في جنوب السودان لفترة طويلة.