قتل مسؤول يمني رفيع في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في انفجار استهدف سيارته أمس في صنعاء، بينما وقع الحوثيون ومسلحو القبائل في منطقة أرحب شمال العاصمة على اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، وسط مخاوف من تجدد القتال في ظل اجتماعات مكثفة عقدها آل الأحمر مع حلفائهم القبليين والحزبيين للتخطيط لشن هجوم مضاد لاستعادة معاقلهم التي سيطر عليها الحوثيون في محافظة عمران قبل أسبوع. وفيما عقد الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس اجتماعاً للجنة تحديد الأقاليم في الدولة الاتحادية المرتقبة، كشف مصدر في اللجنة ل «الحياة» عن وجود اتفاق على تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، اثنان في الجنوب وأربعة في الشمال وسط خلافات في شأن حدود الأقاليم. وأكد مصدر أمني ل «الحياة» أن مسؤول المشتريات في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) العقيد محمد فاضل قتل أمس جراء انفجار في سيارته يعتقد أنه ناجم عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون. وأضاف المصدر «أن العملية تحمل بصمات تنظيم «القاعدة»، فيما قال شهود «إن الانفجار حدث خلف مبنى وزارة النفط في شارع الزبيري وأصيب فيه ثلاثة أشخاص أحدهم كان برفقة العقيد فاضل». في غضون ذلك أعلنت لجنة الوساطة الرئاسية أمس عن توقيع الحوثيين ومسلحي القبائل على اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في منطقة أرحب القريبة من مطار صنعاء بما يكفل إنهاء الصراع المحتدم الذي أودى بعشرات القتلى والجرحى في الأسابيع الأخيرة. ويتخوف مراقبون من عودة القتال في محافظة عمران شمال صنعاء في ظل ما شهدته العاصمة في اليومين الأخيرين من اجتماعات مكثفة لآل الأحمر مع حلفائهم القبليين والحزبيين الذين قدموا من مختلف مناطق اليمن لبحث رد مناسب يفضي إلى استعادة معاقل آل الأحمر في مناطق حاشد من قبضة الحوثيين. وذكرت المصادر الحكومية أن هادي رأس أمس في القصر الرئاسي بصنعاء اجتماعاً للجنة تحديد الأقاليم، وقالت إن» نقاشات مستفيضة جرت حول موضوع تحديد الولايات (المحافظات) في إطار الأقاليم وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل وعلى أساس أفضل الممارسات والمعايير الدولية في إدارة الدولة الاتحادية الحديثة وبما يحقق للنظام الاتحادي التنافس الإيجابي بين الأقاليم والتكامل». وقال مصدر في اللجنة ل «الحياة»» إن الاتفاق يسير باتجاه تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، لكن الخلاف يدور حول حدود الأقاليم. ففي حين يريد هادي أن تكون المهرة وسقطرى ضمن إقليم يشمل حضرموت وشبوة، يطالب المهريون والسقطريون بإقليم مستقل بعيداً عن حضرموت، كما يطالب الحوثيون بإقليم يشمل محافظة حجة إلى جانب صعدة وعمران وصنعاء لضمان حصولهم على منفذ بحري». وأضاف المصدر «أن هادي يريد أن تكون تعز وإب ضمن إقليم، وعدن ولحج وأبين والضالع ضمن إقليم، والحديدة وريمة والمحويت وحجة ضمن إقليم، والجوف ومأرب والبيضاء وذمار ضمن إقليم، مع ضمان أن يكون للعاصمة صنعاء ومدينة عدن وضعاً خاصاً في القانون الاتحادي المرتقب». إلى ذلك، بدأ الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان أمس زيارة لليمن، التقى خلالها الرئيس اليمني وبحث معه «تعزيز التعاون والعلاقات بين اليمن والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب». ونوه الرئيس اليمني بالجهود التي يبذلها كومان، في إطار تعزيز وتفعيل العمل الأمني المشترك في إطار الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب ووزارة الداخلية اليمنية «لخلق الشراكة والتكامل لمجابهة الجريمة ومواجهة التحديات الإرهابية والتهريب بكل أشكاله وأنواعه». وبارك الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بالنجاح الذي تحقق لمؤتمر الحوار اليمني، مثمناً الدور الفاعل لوزارة الداخلية اليمنية في مجلس الوزراء العربي في مختلف النشاطات والفعاليات الهادفة إلى دعم الاستقرار.