شكل الرئيس عبد ربه منصور هادي اللجنة المكلفة تحديد عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المفترض تأسيسها بموجب نتائج الحوار الوطني، في حين استمرت الاشتباكات بين الحوثيين وقبائل موالية لهم من جهة، وقبائل موالية لآل الأحمر ولحزب «الإصلاح الإسلامي» في محافظة عمران وفي منطقة أرحب القريبة من مطار صنعاء، من جهة أخرى. وذكر أن الحوثيين يحاولون توسيع نفوذهم والتمدد إلى مشارف مطار صنعاء، وليكونوا القوة المسيطرة على الإقليم الشمالي الغربي. وقال مصدر قبلي لوكالة «فرانس برس»، «إن المواجهات الدائرة منذ مساء الاثنين وحتى الآن بالمدفعية والأسلحة الرشاشة في محافظة عمران على محوري وادي خيوان ووادي دنان أسفرت عن ثمانية قتلى من الحوثيين وأربعة من رجال القبائل». ويتواجه الحوثيون وأنصارهم في عمران منذ أسابيع مع أجنحة من قبائل حاشد النافذة بزعامة آل الأحمر.وأكدت مصادر قبلية أن معارك كر وفر تدور في عمران في منطقتي عشة وحوث القريبة من بيت الشيخ عبدالله الأحمر، الزعيم الراحل لقبائل حاشد. وذكر شهود عيان أن الطرق مقطوعة في المنطقة فيما أشارت المصادر القبلية إلى أن لجنة الوساطة الرئاسية التي يرأسها اللواء فاضل القوسي قائد قوات الأمن الخاصة، موجودة في الجبل الأسود الذي يبعد حوالى 12 كيلومتراً عن مناطق المواجهات. وذكر شهود عيان أن الطرفين يستقدمان تعزيزات من مناطق أخرى، لا سيما من صنعاء، ما يوحي بأن المعارك مرشحة للتصاعد. في المقابل، تستهدف هذه المعارك التي يتواجه فيها الحوثيون مع قبائل موالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، المقرب من «الإخوان المسلمين»، السيطرة على ثلاثة جبال مطلة على مطار صنعاء. ووفق مصادر قبلية، فإن الجيش في المنطقة لا يتدخل في المعارك الدائرة التي أسفرت الاثنين عن مقتل أحد القياديين في صفوف الحوثيين. من جهة ثانية ذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن اللجنة المكلفة تحديد عدد الأقاليم مؤلفة من 23 عضواً ويرأسها هادي شخصياً. وستحاول اللجنة حسم المسألة الخلافية الشائكة المتعلقة بعدد الأقاليم في الدولة الاتحادية، وهي مسألة لم يتوصل الحوار الوطني إلى حلها. وستختار بين صيغتي الإقليمين، شمالي وجنوبي، التي يطالب بها الجنوبيون، وصيغة الأقاليم الستة التي تلقى دعماً بين الشماليين الرافضين صيغة الإقليمين بحجة أنها تستعيد في الشكل حدود دولتي اليمن السابقتين. كما يمكن أن تعتمد اللجنة أي صيغة مناسبة بين الصيغتين. ووضع الحوار الوطني اليمني خريطة طريق لتحويل البلاد الغارقة في العنف والفقر إلى دولة اتحادية. وفي نيويورك، بدأ مجلس الأمن البحث في فرض عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ونائب الرئيس السابق علي سالم البيض «باعتبارهما من المعيقين الرئيسيين للعملية السياسية في البلاد». واستمع المجلس أمس الى إحاطة من المبعوث الخاص الى اليمن جمال بن عمر عن المستجدات المترتبة عن إنجاز مؤتمر الحوار الوطني «والتحديات التي يواجهها تطبيق نتائج المؤتمر». وأوضحت المصادر أن بن عمر يسعى للحصول على موقف قوي من مجلس الأمن يدين معرقلي العملية السياسية وتطبيق نتائج مؤتمر الحوار الوطني من دون أن تستبعد أن «يطلب من المجلس فرض عقوبات على صالح والبيض باعتبارهما المعيقين الرئيسين والمسؤولين عن العرقلة ودعم الحركة الانفصالية في جنوب اليمن».