تجددت أمس المواجهات بين الحوثيين ومسلحي القبائل الموالين لحزب «الإصلاح الإسلامي» في منطقة أرحب، شمال صنعاء، غداة انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار. وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة، في حين استنفرت القبائل في محافظة عمران أنصارها تحسباً لمحاولات الحوثيين السيطرة على المنطقة. وذكرت المصادر الحكومية اليمنية أن الرئيس عبدربه منصور هادي تلقى أمس مكالمة من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وأخرى من وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف تطرقتا إلى «المستجدات في الساحة اليمنية وبخاصة بعد النجاح الذي حققه مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتشكيل لجنة تحديد الأقاليم». وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الأمير محمد بن نايف هنأ في اتصاله هادي بنجاح الحوار «وبحث معه العلاقات الأخوية وفي مقدمها التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب» وأكد له أن «أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة». وكانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي دانت أعمال العنف والمواجهات المسلحة بين الحوثيين والقبائل، داعية «كافة الأطراف إلى وقف أعمال التأجيج المذهبي أو التحريض على العنف في هذه اللحظة الحرجة من المرحلة الانتقالية السياسية اليمنية». وأضافت أن بلادها تدعم «الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق نار بشكل دائم في المناطق التي شهدت المواجهات المسلحة وستواصل تشجيعها لليمنيين على الاستمرار في العمل بروح التوافق بما يكفل مواصلة التقدم في مسار المرحلة الانتقالية». وكان الحوثيون تمكنوا من السيطرة على معاقل آل الأحمر في حوث والخمري وخيوان في محافظة عمران، وعقدهم اتفاقاً مع زعماء بارزين في قبيلة حاشد وسط قلق من تمددهم إلى العاصمة صنعاء، وفي وقت بدأت الأحداث تثير قلقاً دولياً من أن يؤدي تنامي العنف إلى نسف العملية الانتقالية في البلاد. وتبادل الحوثيون والسلفيون الاتهامات بخرق الهدنة في أرحب، ليل الأربعاء - الخميس. وقالت مصادر محلية إن المواجهات توسعت أمس، قرب جبل الصمع المطل على مطار صنعاء، في حين أكد الحوثيون أنهم تصدوا لهجوم من مسلحي القبائل الموالين لحزب الإصلاح في قرى ذيبان وعيال عبدالله وذو سليمان استخدمت فيه قذائف الهاون ورشاشات الدوشكا. واتهم مسلحو القبائل الحوثيين بخرق الهدنة واستقدام تعزيزات وآليات مسلحة من مناطقهم في حرف سفيان وحوث للسيطرة على أرحب، في وقت تشير الأنباء الى جهود حثيثة تبذلها لجنة الوساطة الحكومية أملاً في تثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ بنود الهدنة المقترحة. وأكد رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) محمد اليدومي على صفحته الرسمية في «فايسبوك» أن الحزب «متمسك بالعمل السياسي السلمي وأنه لن يقوم بمهمات الدولة وينجر إلى خوض الصراع المسلح»، ما يفهم منه ان الحزب تخلى عن أنصاره القبليين في حاشد وأرحب وتركهم لمواجهة مصيرهم. في موازاة ذلك، تجددت الهجمات القبلية على خطوط الطاقة الرئيسية للمرة السادسة في أسبوع. وقال مصدر حكومي إن مسلحين اطلقوا النار على خطوط الكهرباء في منطقة آل شبوان في محافظة مأرب، ما أدى إلى انقطاع التيار عن العاصمة ومدن أخرى. وفي عدن اعترفت السلطات بمقتل قائد عسكري وإصابة ثلاثة جنود آخرين في مواجهات مع مسلحي «الحراك الجنوبي» في حي المنصورة، واتهمتهم بالاستيلاء على مركبات حكومية وبقطع الطرقات في المدينة.