استهجنت وزارة الخارجية المصرية أمس الإثنين كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الحكم الحالي في مصر، معتبرة أنه "تدخل سافر" و"استهانة بإرادة المصريين" و"استمرار للأكاذيب التي يرددها". ونقلت "اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري" عن بيان للخارجية أنه "على رغم العزوف والتجاهل عن التعقيب على هذه التصريحات الهوجاء، فإن دأب الرئيس التركي على إطلاقها، إنما يحتم التذكير بما تنطوي عليه من جهل ورعونة وعدم إدراك من جانبه لحقائق الأمور، وإصرار على العيش في أوهام مرتبطة بتغليب مواقفه الشخصية ونظرته الأيديولوجية الضيقة للأمور". واستغربت الخارجية المصرية "استمرار تدخله السافر في الشأن الداخلي المصري واستهانته بإرادة المصريين، كما تجسدت في ثورة شعبية وانتخابات رئاسية شهدت بنزاهتها المنظمات الدولية والإقليمية التي شاركت في متابعتها". وقال أردوغان في مؤتمر صحافي عقده أمس الإثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة، إنه لا يؤيد وجهة النظر الروسية حول مصر، مشيراً إلى أن "الانقلابيين يستولون على السلطة ويفوزون في الانتخابات بأرقام عالية"، وأضاف أن "ثمة انتخابات تشدق بها انقلابيون، مثلما حدث في مصر". وتشهد العلاقات بين مصر وتركيا توتراً متصاعداً منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، بلغ أوجه في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، عندما أعلنت القاهرة أن السفير التركي لديها "شخص غير مرغوب فيه"، وخفّضت العلاقات الديبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، وهي خطوة ردت أنقرة عليها بالمثل. وكان الرئيس التركي هاجم مصر أخيراً في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول (سبتمبر) الماضي، قائلاً إنه "تم قتل الديموقراطية في مصر"، متهماً الجيش المصري ب "الانقلاب على رئيس منتخب" و"بقتل الآلاف من المصريين". وردت حينها وزارة الخارجية المصرية في بيان أن "الرئيس التركي يحرص على إثارة الفوضى وبثّ الفرقة في منطقة الشرق الأوسط، من خلال دعمه جماعات وتنظيمات إرهابية، سواء بالتأييد السياسي أو التمويل أو الإيواء بهدف الإضرار بمصالح شعوب".