قال القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة ألمانيا لدى الرياض مخائيل أونماخت، إن «بلاده لم تغير إجراءاتها الأمنية بخصوص الأوضاع في السعودية، بعد حادثة الاعتداء من مجهولين على ديبلوماسيين من السفارة الشهر الماضي في مدينة العوامية بالمنطقة الشرقية»، مؤكداً «ثقة بلاده بالأجهزة الأمنية السعودية في التوصل إلى مرتكبي الجريمة»، كما نفى علاقة الديبلوماسيين بأية عمل استخباري، كما نقلته وسائل إعلامية عدة. وأكد أونماخت في تصريح إلى «الحياة» أمس، أن التعاون مستمر مع الأجهزة الأمنية السعودية في الحادثة، «نحن ندرك أن التحقيق في أية جريمة يحتاج إلى وقت، وتبادلنا المعلومات حول ذلك، والأهم بالنسبة إلينا أن الموظفين في حال صحية جيدة وليس لديهم أية مشكلات نفسية جراء الحادثة، والعنف والجرائم كل بلد معرض لها، ولا يوجد لدينا أية معلومات حول أن الألمان مستهدفين في المملكة». وأوضح أن الاعتداء على الديبلوماسيين كان مفاجئاً، وأضاف: «كانوا في وسط العوامية، وبدأ إطلاق النار من دون أي تحذير، ولا نعلم إن كان المجرمين يعرفون أن هؤلاء ديبلوماسيون أم لا، وإطلاق النار كان عليهم في فترة المساء، واستمر لدقائق، حتى احترقت السيارة بالكامل، حتى قام مواطن سعودي بمساعدتهم ونقلهم بالسيارة إلى مكان آمن، ونحن نشكره على موقفه، وكان دور المواطن إيجابياً»، مشدداً على ثقة بلاده ب«أن الأجهزة الأمنية ستقبض على المتورطين في هذه القضية وتقدمهم إلى العدالة». وفي شأن الأسباب التي دعت الديبلوماسيين الألمان للذهاب إلى مدينة العوامية، قال أونماخت: «العوامية هي جزء من المنطقة الشرقية، وهذه المنطقة مهمة جداً لنا من الناحية الاقتصادية، ولدينا تعاون اقتصادي كبير في المنطقة، والمشكلة أن بعض المدن متشابكة ببعضها، وأحياناً الديبلوماسيون يتنقلون من مدينة لأخرى، وزملائنا دخلوا المنطقة عبر نقاط التفتيش الرسمية، والحادثة كانت مفاجئة لنا وللسلطات السعودية، ولو عرفنا أن هذا يحدث لما ذهبوا، والحقيقة أن عملهم ليس استخبارياً كما نقل في وسائل الإعلام»، مضيفاً: «إننا لم نغير موقفنا بخصوص الأمن في السعودية، وإنما هذا شيء خاص وقع في منطقة صغيرة جداً، ولدينا في موقع الخارجية الألمانية معلومات عن الوضع الأمني في كل دول العالم، وأضفنا معلومة حول الانتباه في العوامية في أعقاب الحادثة فقط». وفي شأن آخر، قال القائم بالأعمال الألماني إن المملكة أصبحت في المرتبة الأولى في نمو التأشيرات التي تصدرها بلاده للسياح، وأضاف: «في 2010 كان هناك 20 ألف تأشيرة وفي 2013 تم إصدار أكثر من 75 ألف تأشيرة، وهذا نمو هائل في مدة لا تتجاوز ثلاثة أعوام، وهناك اهتمام متصاعد من السعوديين بالسفر إلى ألمانيا، لأهداف عدة من بينها السياحة والعلاج والتجارة، ونجحنا في السفارة باختصار مدة الوقت لمنح التأشيرات»، مشيراً إلى أن نسبة الرفض في منح التأشيرات خلال هذه الفترة لم تتجاوز 1 في المئة. وذكر أن بلاده لديها إرادة في توسيع دائرة القبول للطلاب الأجانب من بينهم السعوديون، مشيراً إلى أنه يتم ابتعاث نحو 200 طالب سعودي إلى ألمانيا سنوياً، «إرادتنا أن نوسع هذه البرامج، والبعض يعتبر تعليم اللغة الألمانية عائقاً، ولكن هناك تخصصات عدة في ألمانيا يمكن دراستها باللغة الإنكليزية، أضف إلى ذلك أن الطالب السعودي عادة يتعلم اللغة الألمانية بسهولة وبسرعة مذهلة».