أعلن الرئيس التنفيذي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية عبدالله بن زرعه، استضافة المدينة مؤتمراً دولياً للبحث في إصابات الحبل الشوكي، بعنوان: «من أجل حياة أفضل»، كما أكد أن الإحصاءات تشير إلى وجود من 2000 إلى 2500 إصابة بالحبل الشوكي سنوياً في المملكة. وقال ابن زرعه في حوار مع «الحياة»، إن المدينة أبرمت اتفاقاً مع مشروع جامعة ميامي الأميركية، لسعيها إلى توطين التقنية في هذا المجال، مضيفاً: «فكرته أنه يزرع الخلايا الجذعية من الإنسان نفسه، وأن تُزرع في مختبرات وتنمى بملايين الخلايا، وتزرع في مكان القطع للمريض، وتتم تنميتها وإعادة الإحساس السريع إليها، بحيث تعوض جزءاً من الحبل الشوكي المقطوع». وتابع: «نأمل بأن يكون المشروع معتمداً لدينا في المملكة، والهدف من خلال تعاملنا مع مشروع ميامي أننا سنوطن هذه التقنية، وهي مكلفة جداً وليست سهلة، وبإذن الله ستعمل نقلة وسبقاً في المجال العلمي والصحي والجراحي للمشلولين عموماً بالمملكة، ومتفائلون جداً بهذا البرنامج، لأننا اطلعنا بأنفسنا على التجارب التي طبقت أخيراً وكانت ناجحة». فإلى نص الحوار: تستضيف مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، الشهر المقبل المؤتمر الدولي لإصابات الحبل الشوكي، كيف ترون أهمية انعقاد المؤتمر في ظل الحديث عن التقدم الطبي لإحياء أمل العلاج لدى المرضى؟ - الحقيقة أن المؤتمر يأتي تنظيمه وانعقاده من حجم المشكلة التي تعاني منها المجتمعات، وعدد إصابات الحبل الشوكي أصبحت كبيرة ومخيفة في الوقت نفسه لدينا بالمملكة، ومعظم هذه الحالات يأتي بسبب حوادث الطرق، وهذا يشكل عبئاً صحياً واجتماعياً واقتصادياً على البلاد وعلى المريض وأسرته. والمريض إذ كان لديه قطع في الحبل الشوكي فكأنما انقطعت حياته، إذ يصاب بفقدان حركته وقضاء حاجته، وقد يصاب أيضاً بأمراض نفسيه عدة. وحجم المشكلة في المملكة أصبح كبيراً، وهو السبب الرئيس الذي دعا مدينة سلطان الإنسانية إلى عقد هذا المؤتمر العالمي ومشاركتها مع كثير من الجهات الرائدة في هذا المجال، لبحث توطين التقنيات المتقدمة في التعاطي مع هذه المشكلة. وكما هو معروف فإن التعاطي مع هذه المشكلة يكون بشق وقائي، وهو الأساس والشق الجراحي والعلاجي بعد حصول الإصابة. ما حجم الإحصاءات للمصابين بالحبل الشوكي في المملكة؟ - الإحصاءات الموجودة غير دقيقة، ولكن المؤشرات التي لدينا تدل على أن هناك من 2000 إلى 2500 إصابة سنوية تحدث في المملكة، وهذا عدد كبير مقارنة بأميركا مثلاً التي يتجاوز سكانها 260 مليوناً، وتسجل تقريباً 12 ألف إصابة سنوية. وبالنسبة والتناسب لذلك قد تكون المملكة هي الأولى على مستوى العالم بهذه الإصابة مقارنة بسكانها. وللأسف، فإن أعمار المصابين بانقطاع الحبل الشوكي في المملكة تراوح بين 16 و22 عاماً، ومعظمهم بسبب الحوادث المرورية، وتقريباً هناك إصابات أخرى ناجمة عن العمل أو سقوط من مكان مرتفع أو غيرها من الأسباب. هل هناك تقدم طبي في هذا المجال، ويعمل به لديكم في المدينة؟ - هذا المؤتمر يسعى إلى توطين التقنية، وهناك اتفاق أبرمته مدينة سلطان بن عبدالعزيز الإنسانية مع مشروع جامعة ميامي الأميركية، وهذا فكرته أنه يزرع الخلايا الجذعية من الإنسان نفسه، وأن تُزرع في مختبرات وتنمى بملايين الخلايا، وتزرع في مكان القطع للمريض وتتم تنميتها وإعادة الإحساس السريع إليها، بحيث تعوض جزءاً من الحبل الشوكي المقطوع، ويبدأ تدريجياً المريض بالشعور أن جزءاً من الحركة والإحساس أصبح يعود إليه، والمشروع أخذ حالياً موافقة المنظمة الفيديرالية الأميركية للصحة والدواء، وهو الأول الذي حصل في مراكز أميركا كلها على الموافقة لزراعة الخلايا الجذعية للحبل الشوكي، وموجود في شكل تجاري بالصين والهند، لكن تنطوي على ذلك مشكلات صحية خطرة، لأنه لم يُُبنَ على أسس علمية ولا توجد فيه وسائل السلامة المطلوبة. ونحن نأمل بأن يكون هذا المشروع معتمداً لدينا في السعودية، والهدف من خلال تعاملنا مع مشروع ميامي أننا سنوطن هذه التقنية، وهي مكلفة جداً وليست سهلة، وبإذن الله ستعمل نقلة وسبقاً في المجال العلمي والصحي والجراحي للمشلولين عموماً بالمملكة، ومتفائلون جداً بهذا البرنامج، لأننا اطلعنا بأنفسنا على التجارب التي طبقت أخيراً على حيوانات المختبرات، ورأينا نجاحها، ومن الواضح جداً أن هناك تعافياً حدث في حيوانات المختبرات، واسترجاعاً لإحساس الحبل الشوكي بالألم والقدرة على الحركة، وهذا سيكون فتحاً علمياً. وسُمح بأميركا في تطبيقه حالياً على البشر، ونأمل بأن تكون المملكة سباقة ورائدة في هذا المشروع لاستقطاب هذه التقنية الرائدة. كيف تقويمكم لخبرة المدينة في التأهيل للمصابين بهذا النوع من الإصابات؟ - مدينة سلطان للخدمات الإنسانية وصلت اليوم إلى أفضل المستويات في مجال التطبيق بما يضاهي الموجود في أميركا وأوروبا، والمدينة تطبق المعايير الدولية في هذا المجال، واستقطبنا أفضل الممارسات من دول العالم كلها، وتبادلنا الخبرات والمهارات مع أفضل الدول، كما حرصنا على جودة الخدمة المبنية على البراهين الطبية، لتقديم خدمات تعيد الأمل والعافية إلى المرضى، وكثير من المرضى وجد الفائدة لدى البرامج التأهيلية التي تقدمها المدينة، وقليل من المستشفيات تطبق هذه المعايير الدولية. المؤتمر سيركز على حقوق المريض وعلى التوعية للمجتمع أيضاً، كيف ترون هذه المحاور وطرحها للنقاش؟ - نحن ركزنا على التعاطي مع المشكلة ليس بالتأهيل فقط، وإنما العلاج الأمثل لمنع إصابات الحبل الشوكي قبل حدوثها، وهذا سنركز عليه في المؤتمر الذي نستضيفه بالتعاون مع الإدارات الحكومية، بخاصة التي تعمل في المجال المروري، لأننا في المملكة نخسر كثيراً بسبب الحوادث المرورية، نخسر الموارد والطاقات الشبابية، وهذا يدعونا إلى وضع حد لهذه المشكلة. ونطالب كل الإدارات التي تتعلق أعمالها بفئة الشباب بأن تتضافر الجهود لوضع حد للمشكلة، كون الإصابات في تزايد، وهناك مجتمعات قريبة من المملكة وضعت برامج خاصة بها ونجحت في خفض تنامي أعداد المصابين، ونحن مرتاحون لعقد هذا المؤتمر ومتفائلون بالنتائج التي ستخرج منه. خبرات عالمية ل«بحث أساليب العلاج وتطوير جراحات الحبل الشوكي» يبحث المؤتمر الطبي الذي تنظمه مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية في الرياض، خلال الفترة من 4 - 5 أذار (مارس) المقبل، «إصابات الحبل الشوكي بالتعاون مع مشروع ميامي لعلاج الشلل التابع لجامعة ميامي الأميركية». ويناقش المؤتمر محاور عدة، أبرزها تطور جراحات الحبل الشوكي والأساليب العلاجية المبتكرة، وبرتوكول التعقيم والتدخل الطبي، وإصابات الحبل الشوكي والعناية المشددة عبر العناية بسلامة الجروح والتحكم بالألم والتغذية والصحة الجنسية والخصوبة والمضاعفات الثانوية. وخصّص القائمون على المؤتمر حلقة نقاش حول تقويم الأبحاث المتعلقة بإصابات الحبل الشوكي، وأخرى لبحث أسلوب الحياة المناسب للمريض الذي يحقق له الرفاهية النفسية. وقال الرئيس التنفيذي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية عبدالله بن زرعه: «المدينة حرصت خلال المؤتمر على استقطاب متحدثين لهم خبرة طويلة في إصابات وتأهيل إصابات الحبل الشوكي، في مقدمهم أستاذ طب الجراحة العصبية في جامعة ميامي الدكتور جيمس غيتس، ومدير مختبرات أبحاث علم الوظائف التطبيقية في كلية ميلر الطبية بجامعة ميامي الدكتور مارك ناش، ونائب رئيس برنامج خريجي العلاج الطبيعي في كلية ميلر الطبية بأميركا الدكتورة أديل فيلد فورتي، ومساعد الخدمات في مركز لانغون الطبي التابع لجامعة مدينة نيويورك الدكتور جون كوركوران، إضافة إلى الرئيس الحالي للكونغرس الأميركي لطب التأهيل والمدير العام لأبحاث التأهيل في معهد طب التأهيل بكلية لانغون في جامعة نيويورك الدكتورة تمارا بوشنيك، والمدير العام الطبي مدير مشروع النظام النموذجي لإصابة الحبل الشوكي جنوب فلوريدا مدير البرنامج الخاص بالزمالة الطبية في إصابة الحبل الشوكي مدير الخدمات في مستشفى جاكسون للتأهيل الدكتورة ديانا كارديناس». وأكد أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية اعتمدت 30 ساعة تعليم طبي مستمر للممارسين الصحيين والمتخصصين المشاركين في المؤتمر. يذكر أن مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، التي تغطي منشآتها مليوناً و200 ألف متر مربع، تضم أكبر مركز تأهيل طبي في الشرق الأوسط للمعوقين، ممن يعانون من عجز جسماني أو خلقي أو إدراكي، إذ تقدم الرعاية الصحية التأهيلية لكل من المرضى المنومين وغير المنومين.